الخلافة والإمارة والنّكاية والعرافة ، وانما أردت أن تخبر بالولاية ، ومثل ذلك الإيالة والعياسة والسّياسة وقد قالوا العوس كما أنك قد تجيء ببعض ما يكون من داء من غير فعال وبابه فعال كما قالوا الحبط والحيج والغدّة وهذا النحو كثير ، وقالوا التّجارة والخياطة والقصابة وانما أرادوا أن يخبروا بالصنعة التي تليها فصار بمنزلة الوكالة ، وكذلك السّعاية انما أخبر بولايته كأنه جعله الأمر الذي يقوم به وقالوا فطنة كما قالوا سرقة ، وقالوا رجح رجحانا كما قالوا الشّكران والرّضوان ، وقالوا في أشياء قرب بعضها من بعض فجاؤا على فعال ، وذلك نحو الصّراف في الشاة لأنه هياج فشبّه به كما شبّه ما ذكرنا بالولاية لأن هذا الأصل كما أن ذاك هو الأصل ، ومثله الهباب والقراع لأنه يهيّج فيذكر ، وقالوا الضّبعة كما قالوا العوس ، وجاؤا بالمصادر حين أرادوا انتهاء الزمان على مثال فعال وذلك الصّرام والجزاز والجداد والقطاع والحصاد ، وربّما دخلت اللغة في بعض هذا فكان فيه فعال وفعال ، فاذا أرادوا الفعل على فعلت قالوا حصدته حصدا وقطعته قطعا انما تريد العمل لا انتهاء الغاية وكذلك الجزّ ونحوه ، ومما تقاربت معانيه فجاؤا به على مثال واحد نحو الفرار والشّراد والشّماس والنّفار والطّماح وهذا كلّه مباعدة والضّراح اذا رمحت برجلها يقال رمحت وضرحت فقالوا الضّراح شبّهوه بذلك ، وقالوا الشّباب شبّهوه بالشّماس ، وقالوا النّفور والشّموس والشّبوب والشّبيب من شبّ الفرس ، وقالوا الخراط كما قالوا الشّراد والشّماس ، وقالوا الخلاء والحران ، والخلاء مصدر من خلأت الناقة أي حرنت ، وقد قالوا خلاء لان هذا فرق وتباعد والعرب مما يبنون الأشياء اذا تقاربت على بناء واحد ، ومن كلامهم أن يدخلوا في تلك الأشياء غير ذلك البناء وذلك نحو النّفور والشّبوب والشّبّ فدخل هذا في ذا الباب كما دخل الفعول في فعلته والفعل في فعلت ، وقالوا العضاض شبّهوه بالحران والشّباب ولم يريدوا به المصدر من فعلته فعلا ونظير هذا فيما تقاربت معانيه قولهم جعلته رفاتا وجذاذا ، ومثله الحطام والفضاض والفتات فجاء هذا على مثال واحد حين تقاربت معانيه ، ومثل هذا ما يكون معناه نحو معنى الفضالة ، وذلك