أن تجمع جمعته بالتاء كما كنت جامعه قبل أن يكون اسما لرجل أو امرأة على الأصل ، ألا تراهم وصفوا المذكّر بالمؤنّث فالوا رجل ربعة وجمعوها بالتاء فقالوا ربعات ولم يقولو اربعون ، وقالوا طلحة الطّلحات ولم يقولوا طلحة الطّلحين فهذا يجمع على الأصل لا يتغيّر عن ذلك كما أنه اذا صار وصفا للمذكّر لم تذهب الهاء ، فأمّا حبلى فلو سمّيت بها رجلا أو حمراء أو خنفساء لم تجمعه بالتاء وذلك لأن تاء التأنيث تدخل على هذه الالفات فلا تحذفها ، وذلك قولك حبليات وحباريات وخنفساوات ، فلمّا صارت تدخل فلا تحذف شيئا أشبهت هذه عندهم أرضات ودريهمات ، فأنت لو سمّيت رجلا بأرض لقلت أرضون ولم تقل أرضات لأنه ليس هيهنا حرف تأنيث يحذف فغلب على حبلى التذكير حيث صارت الألف لا تحذف ، وصارت بمنزلة ألف حبنطى التي لا يجىء للتأنيث ألا تراهم قالوا زكريّاوون فيمن مدّ ، وقالوا زكريّون فيمن قصر.
واعلم أنك لا تقول في حبلى وعيسى وموسى إلا حبلون وعيسون وموسون ، وعيسون وموسون خطأ ، ولو كنت لا تحذف هذا لئلا يجمع ساكنان وكنت انما تحذفها وأنت كأنك تجمع حبل وموس لحذفتها في التاء فقلت حبارات وحبالات وشكاعات وهو نبت ، واذا جمعت ورقاء اسم رجل بالواو والنون وبالياء والنون جئت بالواو ولم تهمز كما فعلت ذلك في التثنية والجمع بالتاء فقلت ورقاوون ، وسمعت من العرب من يقول ما أكثر الهبيرات يريد جمع الهبيرة واطّرحوا هبيرين كراهية أن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه.
[باب جمع أسماء الرجال والنساء]
اعلم أنك اذا جمعت اسم رجل فأنت بالخيار ان شئت ألحقته الواو والنون في الرفع والياء والنون في الجرّ والنصب ، وان شئت كسّرته للجمع على حدّ ما تكسّر عليه الأسماء للجمع ، واذا جمعت اسم امرأة فأنت بالخيار ان شئت جمعته بالتاء ، وان شئت كسّرته على حدّ ما تكسّر عليه الأسماء للجمع ، فان كان آخر الاسم هاء التأنيث لرجل أو امرأة لم تدخله الواو والنون ولا تلحقه في الجمع إلا التاء وإن شئت كسّرته للجمع فمن ذلك سمّيت رجلا بزيد أو عمرو أو بكر كنت بالخياران شئت قلت زيدون