إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١) أي منهم.
(ج) بدل الاشتمال :
هو بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه إجمالا ، ولا بدّ فيه من ضمير كسابقه ، إمّا مذكور ، نحو «سرّني الحاكم إنصافه» أو مقدر ، نحو (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ)(٢) أي النّار فيه.
(د) البدل المباين :
هو ثلاثة أقسام ، وتنشأ هذه الأقسام من كون المبدل منه قصد أو لا ، لأنّ البدل لا بدّ أن يكون مقصودا فالمبدل منه إن لم يكن مقصودا ألبتة ، ـ وإنما سبق اللسان إليه ـ فهو «بدل غلط» أي بدل سببه الغلط ، لا أنه نفسه غلط ،
وإن كان مقصودا ، فإن تبيّن بعد ذكره فساد قصده ، ف «بدل نسيان» أي بدل شيء ذكر نسيانا.
وإن كان قصد كلّ واحد من المبدل منه والبدل صحيحا ف «بدل الإضراب» فإذا قلت : «اشتريت بندقيّة مسدّسا» صالح للثلاثة بالقصد ، والأحسن أن يؤتى لهذه الأنواع ب «بل».
٣ ـ توافق البدل والمبدل منه :
لا يجب توافق البدل والمبدل منه تعريفا وتنكيرا ، فتارة يكونان معرفتين ، نحو «جاء أخوك عليّ» وأخرى نكرتين نحو (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ)(٣) أو مختلفين نحو (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، صِراطِ اللهِ)(٤)(لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ، ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ)(٥).
وأمّا الإفراد والتّذكير وأضدادهما فيجب التوافق فيها إن كان بدل كلّ ، إلّا إن كان أحدهما مصدرا ، أو قصد التّفصيل ، فلا يثنى ولا يجمع نحو (مَفازاً حَدائِقَ)(٦) وقول كثير عزّة :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
|
ورجل رمى فيها الزّمان فشلّت |
وإن كان غير «بدل كل» لم يجب التّوافق نحو «سرّني العلماء كتابهم» «أكلت التفاحة ثلثيها».
٤ ـ الإبدال من الضّمير :
لا يبدل مضمر من مضمر ، ولا
__________________
(١) الآية «٩٧» البقرة (٢).
(٢) الآية «٤ و ٥» البروج (٨٥).
(٣) الآية «٣١ و ٣٢» النبأ (٧٨).
(٤) الآية «٥٢ و ٥٣» الشورى (٤٢).
(٥) الآية «١٥ و ١٦» العلق (٩٦).
(٣) الآية «٣١ و ٣٢» النبأ (٧٨).