يحتج إلى فاصل كقول الشّاعر :
ووجه مشرق اللّون |
|
كأن ثدياه حقّان (١) |
وإن كان جملة فعليّة فصلت ب «لم» أو «قد» نحو (فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ)(٢) ونحو قول الشّاعر :
لا يهولنّك اصطلاء لظى الحر |
|
ب فمحذورها كأن قد ألمّا (٣) |
كأيّ ـ اسم مركّب من كاف التّشبيه و «أيّ» المنونة وجاز الوقف عليها بالنّون ولهذا رسم في المصحف بالنون وهي بمعنى «كم» وتوافقها في خمسة أمور : الإبهام ، والافتقار إلى التمييز ، والبناء ، ولزوم التّصدير ، وإفادة التكثير وهو الغالب نحو (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ)(٤) وتخالفها في خمسة أمور :
أحدها : أنّها مركّبة ، وكم بسيطة.
الثاني : أنّ مميّزها مجرور ب «من» غالبا (٥) كما مرّ في الآية.
ومثلها (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا)(٦).
الثالث : أنها لا تقع استفهاميّة عند الجمهور (٧).
الرابع : أنها لا تقع مجرورة.
الخامس : أنّ خبرها لا يقع مفردا بل جملة كما مرّ في الآيات.
كثيرا ـ من قوله تعالى (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً)(٨) : إمّا أنها صفة لموصوف محذوف ، أو نائبة عن المصدر فتعرب إعرابه.
كخ كخ ـ تكسر الكاف وتفتح ، وتسكّن الخاء وتكسر ، بتنوين وغير تنوين
__________________
(١) «ثدياه حقان» مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر «كأن» واسمها ضمير الشأن محذوف.
(٢) الآية «٢٤» يونس (١٠).
(٣) الهول : الفزع. لظى الحرب : نارها ، «اصطلاؤها» لذعها. ألم : نزل.
(٤) الآية «١٤٦» آل عمران (٣).
(٥) وقد ينصب تمييزها كقول الشاعر :
اطرد اليأس بالرجاء فكائن |
|
آلما حم يسره بعد عسر |
فكائن هنا مثل كأي.
(٦) الآية «٦٠» العنكبوت (٢٩).
(٧) وأثبت بعضهم ورودها للاستفهام وهو نادر ولم يثبته إلا ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك واستدل عليه بقول أبي بن كعب لابن مسعود رضياللهعنهما «كأي تقرأ سورة الأحزاب آية؟».
فقال : ثلاثا وسبعين.
(٨) الآية «١٠» الجمعة (٦٢).