في النفس ، وتعرض ما ينتجه الفكر ، وبها يجري التفاهم ، وفي رحابها تنطلق المواهب وتتفجر العبقرية.
ولمّا كانت «العربية» لغة حيّة فقد كان من الطبيعي أن تجد نفسها على مدى العصور في حالة بحث دائم عمّا يلبّي حاجات أبنائها المتجدّدة أبدا تبعا لسنّة التطوّر. وإذا كانت اللغة موروثا يملكه الفرد والجماعة على السواء ، فلا مفرّ من تثميره بلا انقطاع لتوظيفه في مجاله الطبيعي بما يعود بالخير والنفع على مالكيه ، ومن هنا كان سهر الطلائع من أهل الفكر والأدباء والشعراء عبر الأجيال على رصد مخزونهم اللغوي ، والوقوف على ما يمكن أن يكون قد لحق به من نقص أو ضمور بفعل مستجدّات الحياة ، لمدّه بدماء جديدة تكفل له النّماء والصمود في وجه كل طارىء.
وقواعد اللغة العربية متّهمة دائما بأنها مادة جافّة صعبة الفهم والاستيعاب ، والحقيقة أنّ القواعد ليست جافّة وصعبة الفهم ، وإنما أسلوب عرضها يحمل في طيّاته أسباب هذا الجفاف.
وبما أن الطالب بحاجة دائمة لمعرفة أسرار اللغة العربية فيما يتعلق بإعراب مفرداتها وجملها ، وبما أن التوصّل إلى هذا الهدف صعب من خلال كتب اللغة المطوّلة التي بين يديه ، فيدفعه ذلك إلى إهمال هذا الجانب المهم من لغته ، رأينا أن نضع كتابا مبسطا في الإعراب ، استقيناه من بطون الكتب المختصّة بهذا الموضوع. وقسمنا الكتاب إلى فصول ، وقسمنا كل فصل إلى قسمين : ١ ـ التعريف ، ٢ ـ نماذج إعرابية.
ونرجو أن يكون عملنا هذا خالصا لوجهه تعالى ، ولله الكمال وحده وهو وليّ التوفيق.
إبراهيم شمس الدين