في : «ليضربنّ» فرارا (١) عن اجتماع (٢) الساكنين ، وفتح النون (٣) المشددة
للخفة ، وحذفت (٤)
______________________________________________________
فيما مرّ آنفا
: وجزم آخره في الغائب باللام ، يعني أن جزم الآخر ثمة بدخول اللام ، وههنا أي :
في ليضربن المؤكد بدخول النون مثلا لم يجزم مع تحقق اللام كما ترى.
وتقرير الجواب
: لا تناقض في قول المصنف ؛ لأن التحرك عارض لموجب آخر وهو التقاء الساكنين على
غير حده فإنه لو لم يتحرك يلزم الالتقاء بين الباء والنون المدغم. اه ملا غلام
رباني.
أي : حرك
بالفتح مع أن الأصل السكون ، أمّا علّة نفس التّحريك فهو ما صرح به المصنف بقوله :
ضربوا ... إلخ. اه.
واختير الفتحة
؛ لأنها أخت السكون في الخفة ولئلا يلتبس بالجمع والواحد المخاطب بالواحد
المخاطبة. اه فلاح مولوي رحمهالله تعالى.
(١) قوله : (فرارا
... إلخ) الأولى وأمّا علّة تعيين الفتح فلخفته هذا هو التحقيق ، لكن المصنف تسامح
وعلل الفتح بعلّة نفس التّحريك باعتبار تضمن الفتح التّحريك قصرا للمسافة. اه ابن
كمال.
(٢) قوله : (فرارا
عن اجتماع ... إلخ) فيه أن اجتماع الساكنين لا يقتضي فتح الياء إذ لو ضم الباء أو
كسر لم يلزم التقاء الساكنين أيضا. فالدليل لم يطابق المرام الذي هو فتح الباء ،
إلا أن يقال : إنّ قوله : فرارا ... إلخ ، دليل مقدمة مطوية وهو أن يقدر لفظ بعد
تحركه بعد قوله : في ليضربن إلّا أن الاكتفاء بحذفه لقصر المسافة والله أعلم. اه عبد
الله.
(٣) قوله : (وفتح
النون ... إلخ) ولله در المصنف حيث أفاد بهذا القول الأمرين الحكم ودفع ما توهم أن
النون الثقيلة حرف والأصل فيه البناء الذي أصله السكون أو الكسر ، كما قالوا : فلم
حرك النون بالفتح ، بأن فتحه للخفة وأمّا نفس التّحريك فلدفع التقاء الساكنين إذ
النون الثقيلة حرفان كما لا يخفى. اه عبد الباقي.
(٤) قوله : (وحذفت
واو ... إلخ) جواب عما يقال : إن الواو في ليضربوا عند اتصال نون التأكيد ينبغي أن
لا تحذف ؛ لأن الواو ضمير الفاعل ، وحذف الفاعل لا يجوز ، فلم حذفت؟ بأن الحذف
لأجل الاكتفاء بالضمة ، وتوضيح الجواب : لا نسلم أن الواو محذوف ؛ لأن الدال عليه
وهو الضمة موجود فكأنه لم يحذف ، وهذا كالإيماء في الصلاة للمريض قام مقام الأركان
فلا يعد مثل هذا تركا بل كفاية بقدر الممكن ، لا يقال بأن حذف الواو ثمة لا يجوز
فإن عند زيادة نون التأكيد الثقيلة هنا يلزم التقاء الساكنين على حده وهو جائز ؛
كما ستعرفه ؛ لأن ذلك إنما يجوز في كلمة واحدة ، وههنا كلمتان فالقياس لأن يحذف
ألف التثنية أيضا ، إلّا أنه لم يحذف وجوز التقاء الساكنين على حده في كلمتين
لمخافة الالتباس بالواحد. اه من المولوي بزيادة.