إجابة الدعوات ، وقضاء الحاجات ، وتبركاً بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هو بعينه هدف الشيعة الإمامية ، من سكنى ومجاورة الأماكن المقدسة ، كالنجف الأشرف ، والكوفة ، وكربلاء ، ونحوها من البقاع التي ضمت أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والذين جعلهم الله سبحانه بعد الموت كما كانوا أيام حياتهم ، لقوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [النور / ٣٦]. كيف لا نعتقد بمن حث الله سبحانه في كتابه الكريم على مودتهم واتباعهم ، ويكفينا شاهد على ذلك آية المباهلة ؛ وهي قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) [آل عمران / ٦١]. من تأمل في هذه الأية الشريفة ، ونظر إليها بنظرة علمية منصفة ؛ عرف سرّ ما يعتقد به الإمامية في أهل البيت عليهم السلام ، وقد أشار إلى ذلك السيد شرف الدين (قده) ، وخلاصته فيما يلي :
«أجمع أهل القبلة حتى الخوارج منهم ، على أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع للمباهلة من النساء ، سوى بضعته الزهراء ، ومن الأبناء سوى سبطيه وريحانتيه من الدنيا ، ومن الأنفس إلا أخاه الذي كانه منه بمنزلة هارون من موسى ، فهؤلاء أصحاب هذه الآية ، ولم يشاركهم فيها أحد من العالمين ، كما بديهي لكل من ألمّ بتاريخ المسلمين ، فباهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم خصومه من أهل نجران ، وقد ذكر ذلك الرازي في تفسيره : «خرج صلى الله عليه وآله وسلم عليه مرط من شعر أسود ، وقد إحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي خلفها ، وهو يقول : إذا أنا دعوت ؛ فأمّنوا. فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيلوا جبلاً لأزاله بها ، فلا تباهلوهم فتهلكوا ، ولا