٢ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف : (وإنّ الحسين لمّا نزل كربلاء وأخبر بإسمها ، بكى بكاءً شديداً وقال : أرض كرب وبلاء ، قفوا ولا تبرحوا ، وحطّوا ولا ترحلوا ، فها هنا والله محط رحالنا ، وها هنا والله سفك دمائنا ، وها هنا والله تسبى حريمنا ، وها هنا والله محل قبورنا ، وها هنا والله محشرنا ومنشرنا ، وبهذا وعدني جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا خلاف لوعده) (٢٨٨).
٣ ـ وفي حديث ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : (وأمّا الحسين فإنّه مني ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه ، وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين ، وخليفة رب العالمين ، وغياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين ، وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيّد شباب أهل الجنّة ، وباب نجاة الأمة أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، ومن تبعه فإنّه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي ، كأنّي به وقد إستجار بحرمي وقبري فلا يُجار ، فأضمّه في منامه إلى صدري ، وأمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وأبشره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله ، وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء ، وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة ، كأنّي أنظر إليه وقد رُمي بسهم فخرّ عن فرسه صريعاً ، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوماً) (٢٨٩).
٤ ـ عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال الرضا عليه السلام : (إنّ المحرّم كان أهل الجاهلية يُحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهُتِكَت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ،
__________________
(٢٨٨) ـ الحويزي ، الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي : تفسير نور الثقلين ، ج ٥ / ٤٤٢.
(٢٨٩) ـ الصدوق : الشيخ محمد بن علي بن بابويه : أمالي الصدوق / ٤٧٩ ـ (المجلس ٨٧ ـ الحديث ٥).