بَدَتِ
الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران ٣ / ١١٨]
، (وَقاتِلُوا
الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ
مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة ٩ / ٣٦].
تعصبه
لقومه وإخلاصه لهم : ابن الديبع مؤرخ محدث من أهل زبيد ، لا يتلكأ في تسخير نفسه وعلمه وقلمه
وتآليفه وتصانيفه وشعره في سبيل اليمن ، وكرامة أبنائه ، ووفائه لهما معا ، فهو
حين يصنف مثلا (حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار صلىاللهعليهوسلم) ينتهز الفرصة ليعقد فصلا فيه ، يتحدث عن وفد أهل اليمن
على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفضائل أهلها .
كما يقدم للقسم
الثاني من كتابه هذا بخطبة في الحثّ على الجهاد في سبيل الله بالأنفس والأموال ، لأن اليمن آنئذ كان يتعرض لهجمات البرتغاليين عليه كما
أسلفت.
بل إنه ليتجاوز
هذا كثيرا حين يؤلف كتبا واسعة في تاريخ اليمن وفضائلها سآتي على ذكرها خلال
الحديث عن كتبه ، إن شاء الله تعالى ، ولا سيما كتابه هذا الذي بين أيدينا (نشر
المحاسن اليمنية) ، فهو على الرغم من أنه محدث كبير ، لا يورد الأخبار إلا بعد
التحقق من وقوعها ، والتيقن من صحتها عقلا ونقلا ، شأنه في ذلك شأن المحدّثين ،
القدامى والمعاصرين ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين ، ويثور على المشعوذين والدجالين
الذين ظهروا في اليمن ، وما يزالون يظهرون في كل مكان وحين ، ويحرض العلماء وذوي
السلطان عليهم.
فهو على الرغم من
ذلك كله لا يتقيد بهذا المنهج تقيدا دقيقا حين يأتى على بعض أخبار المتصوفة في
اليمن ، أو حين يعود الأمر إلى الإشادة بمحاسن بلاد اليمن أو فضائل أهلها ،
والمشهورين منهم ، منذ أقدم العصور إلى عصره الذي يعيش فيه ، فيغض طرفه قليلا ، أو
يتغاضى عما لا يعجبه منهم.
__________________