يتقرر في القلب أن هذه القبائل الموجودة الآن متصلة النسب بالبطون المذكورة ، فتلحق كل قبيلة منها بالبطن التي اتصل به نسبها ، وما ذاك إلا لقلة الاعتناء بهذا الفن في قطر اليمن ، بل الذي انتشر صيتهم واشتهر أمرهم أنهم أشاعر ، هم أصحاب الحجوف (٩٠) قرية من قرى وادي زبيد (٩١) في أسفل الحلّ (٩٢) أقرب القرى إلى ساحل البحر ، ومنهم أصحاب المخيريف (٩٣) في الجهة الشامية ، وربما كان منهم أناس متفرقون في قرى وادي زبيد ، ومنهم فرقة في حد بطحوات في قرية تسمى عسيق (٩٤) / يعرفون ببني حذيفة ، فهؤلاء الذين أطلق الناس عليهم اسم الأشاعرة خاصة ، ولم أعلم من أي بطن من هذه البطون تفرعوا فنلحقهم بها.
وأما سائر البطون المتقدم ذكرها المنسوبة (٩٥) إلى الأشعري فأكثرها مفقودة في هذه الجهات لم يذكر منها إلا عدد يسير ، وسيأتي ذكرهم في الباب السابع عند ذكر قبائل وصاب إن شاء الله تعالى.
__________________
(٩٠) أصحاب الحجوف : أي أصحاب قرية الحجوف المنسوبة إلى الأشاعر.
(٩١) وادي زبيد : اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثم غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلا به (معجم البلدان ٢ / ٢٦٦ ، و٣ / ١٣١) ، و (البلدان اليمانية ٨٩ ، و١٢٩).
(٩٢) أسفل الحل : الحل : في (السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٩٩) ، و (السيرة النبوية لابن هشام ١ / ١٢٧) أن الحل اسم موضع ، وقد يكون لغة في الحلي أو الحلية ، وهو موضع باليمن على ساحل بحر بينه وبين السرين يوم واحد ، وبينه وبين مكة ثمانية أيام.
(٩٣) المخيريف : قرية للأشاعر في وادي رمع (العسجد المسبوك ٨ ، ٣٩٤ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٥١٩).
(٩٤) في الأصل : عشيق ، وما أثبته من (المدارس الإسلامية في اليمن ٢٥٢) ، و (العسجد المسبوك ٢١٥).
(٩٥) في الأصل : المنسوب.