أبو عبيدة معمر بن المثنى
وأما أبو عبيدة
وهو معمر بن المثنّى التيميّ ، من تيم قريش ، مولى لهم ، فإنه كان أعلم الثلاثة
بأيام العرب وأخبارهم وأجمعهم لعلومهم ، وكان أكمل القوم ، ومع ذلك فإنه كان ربّما
أنشد البيت فلم يقم وزنه حتى يكسره ، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا.
أخبرنا محمد بن
يحيى قال : حدّثني مسعود بن بشر قال : سمعت يزيد بن مرة يقول : ما كان أبو عبيدة
يفتش عن علم من العلوم إلا كان من يفتّشه عنه يظنّ أنه لا يحسن غيره ، ولا يقوم
بشيء أجود من قيامه به.
وأخبرنا جعفر
بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال : سمعت أبا زيد عمر بن
شبّة. يقول : قال أبو عبيدة : ما التقى فرسان في جاهلية ولا إسلام إلا عرفتهما
وعرفت فارسيهما. قال عمر بن شبّة : وأنا أقول ذلك في الإسلام خاصة.
وكان أبو عبيدة
يميل إلى مذهب الإباضيّة من الخوارج.
وكان يبغض
العرب ، وقد ألّف في مثالبها كتبا.
أخبرنا جعفر بن
محمد بن بابتويه قال : أخبرنا محمد بن الحسن الأزديّ قال : حدّثنا أبو حاتم قال :
كان أبو عبيدة يميل إليّ ، لأنه كان يظنّني من خوارج سجستان ، وكان يستنشدني شعرهم
، ويتلهّف عليهم.
وأخبرنا عبد
القدّوس بن أحمد قال : أخبرنا محمد بن يزيد قال : أخبرنا التوّجيّ قال : دخلت على
أبي عبيدة وهو جالس في مجلس مسجده
__________________