منها عند التخاطب
بها في عهد نزول الوحي.
وكان فضل الله
عليهم عظيما حيث أعدهم لهذا العمل القويم ، بقدر ما آتاهم الله من بالغ الذكاء ،
وقوة الحفظ ، وحسن الخوض على المعاني ، وبعد النظر في اجتلاء الحقائق من المكامن ،
وتمام الشغف بالفقه والتفقيه ، وسرعة الخاطر ، وجودة الإلقاء ، وعذوبة البيان ،
وسعة ذات اليد ، والصحة الكاملة ، والعافية الشاملة ، وعظيم الإخلاص ، مع قرب
عهدهم من عهد النبيّ الأقدس ... والرواة الذين كانوا بين كل واحد منهم ، وبين
الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين الصحابة ، لا يزيد عددهم في
الغالب على راويين اثنين فقط. أو الرواية عن الإمام بصورة مباشرة.
غير أنّه من
المؤسف جدّا ، تسرب الحسد ، والبغض ، والغضب ، والهفوات ، والشهوات ، والجهل ، في
البعض دون أن يعني بفضائلهم ، وطهارتهم ، وقدسيتهم ، حرم التوفيق ، ودخل في الغيبة
، والنميمة ، وحاد عن مهيع الحق ، والصراط المستقيم ، وقد قال رسول الله (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) : «دبّ إليكم داء الأمم قبلكم ، الحسد ، والبغضاء».
هنا لا بد لنا من
عرض نموذجين على سبيل المثال ، عن بغض وحسد أصحاب الدراية والرجال من السنة ،
وأقاويلهم المزيجة بالشحناء ، بالنسبة إلى الأئمة الطاهرين عليهم السلام ... ومن
ثم كلماتهم البذيئة ، وتخرصاتهم اللاحقيقية ، بالنسبة لا لرواة الشيعة بصورة عامة
، ولكن بالنسبة للذين حدّثوا ورووا عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
١ ـ قال محمد بن
حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي المتوفى ٣٥٤ ه ، في كتاب المجروحين ما لفظه
: (عليّ بن موسى الرّضا ... يروي عن أبيه العجائب ، روى عنه أبو الصلت وغيره.
كأنّه كان يهم ويخطئ ، روى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه
محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ ، أنّ
رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : السبت لنا ، والأحد لشيعتنا ،
والاثنين لبني أمية ، والثلاثاء لشيعتهم ، والأربعاء لبني