وائل السدوسي ... المتوفى نحو ٥٠ ه.
محدّث ، شجاع شاعر. أدرك النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر. وشهد صفين. وقيل : إنّ معاوية أمره على أرمينية ، فوصل إلى نصيبين فمات بها. كما حضر يوم الجمل ، وكان من أمراء جيش عليّ (عليه السلام). قال معاوية له يوما : لم أحببت عليا علينا؟ قال : على ثلاث خصال ، على حلمه إذا غضب. وعلى صدقه إذا قال. وعلى عدله إذا حكم.
له أخبار وقضايا تأريخية مستفيضة تجدها في معاجم التأريخ وكتب السير ، والذي يؤخذ عليه أنّه غدر بالإمام الحسن (عليه السلام) ولحق بمعاوية.
قال أبو حنيفة الدينوري في أخباره ... ثم إنّ عليا قام من صبيحة ليلة الهرير في الناس خطيبا : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (أيّها الناس إنّه قد بلغ بكم وبعدوّكم الأمر إلى ما ترون ، ولم يبق من القوم إلّا آخر نفس فتأهبوا رحمكم الله لمناجزة عدوّكم غدا حتّى يحكم الله بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين).
وبلغ ذلك معاوية ، فقال لعمرو : ما ترى؟ فإنّما هو يومنا هذا وليلتنا هذه. فقال عمرو : إنّي قد أعددت بحيلتي أمرا أخرته إلى هذا اليوم ، فإن قبلوه اختلفوا وإن ردوه تفرّقوا. قال معاوية : وما هو؟ قال عمرو : تدعوهم إلى كتاب الله حكما بينك وبينهم فإنّك بالغ به حاجتك ، فعلم معاوية أنّ الأمر كما قال.
ثم إنّ الأشعث بن قيس ، قال لقومه : وقد اجتمعوا إليه ، قد رأيتم ما كان في اليوم الماضي من الحرب المبيرة ، وإنّا والله إن التقينا غدا إنّه لبوار العرب وضيعة الحرمات.
قالوا : فانطلقت العيون إلى معاوية بكلام الأشعث ، فقال : صدق الأشعث لئن التقينا غدا ليميلنّ الروم على ذراري أهل الشام ، وليميلنّ دهاقين فارس على ذراري أهل العراق ، وما يبصر هذا الأمر إلا ذوو الأحلام اربطوا