بحيرة طبرية وعلى سفح جبل (١) ، يوجد المكان الذي ظهر فيه المسيح للحواريين للمرة الثالثة بعد بعثه ، ووقف قرب البحر قائلا لهم : " أيها الأبناء أليس لديكم شيئا تأكلونه؟ فأجابوه بالنفي ثم قال لهم" ألقوا بالشبكة على الجانب الأيمن كما أقول لكم فسوف تجدون" (٢) ، وألقوا شبكتهم ولم يستطيعوا أن يسحبوها من كثرة الأسماك (٣) وعند ما أحضروا الشبكة إلى الأرض وجدوا أنها تحتوي على مئة وثلاث وخمسين (٤) سمكة ، وعند رؤية الخبز والنار والسمك قرب الشبكة أكل السيد المسيح من الزاد ثم أعطاهم من الزيادة. وفي هذا المكان مكرسة للحواريين المقدسين ، وقرب هذا المكان يوجد منزل مريم المجدلية المقدسة التي أنقذها السيد المسيح من الشياطين السبعة. ويدعى هذا المكان باسم مجدالياMagdalia (٥).
٨٢ ـ بلدة بيت صيدا : تقع بلدة بيت صيدا في الجبال على مسافة أبعد قليلا ، وهي مسقط رأس أندراوس (٦) وبطرس ، كما أنها المكان الذي أحضر إليه نثنائيل (لمقابلة) بطرس وأندراوس (٧).
٨٣ ـ المكان الذي جاء فيه المسيح باتجاه الحواريين الذين كانوا يصيدون السمك : ويقع على شاطئ البحر المكان الذي جاء فيه المسيح باتجاه أندراوس وبطرس ابني زبدي (٨) واللذين سحبا شباكهما ، وجمعاهما وهناك عرفا المسيح ، وتركا قاربهما وشباكهما ثم تبعاه. وكانت قرية زبدى ـ والد يوحنا ـ قريبة من البحر ، مثل بيت القديس يوحنا البشير. وهناك أخرج المسيح مجموعة من الشياطين من رجل وأمرهم بأن يدخلوا في قطيع من الخنازير ، الذي أغرق نفسه في البحر.
__________________
(١) ورد في بعض المخطوطات أن المكان كان بالقرب من جبل Cf.K.,S.Near a mountain (الترجمة الانجليزية).
(٢) يوحنا ٢١ : ٥ ـ ٦.
(٣) إنجيل يوحنا ٢١ : ٧
(٤) إنجيل يوحنا ٢١ : ١٢ ورد في مخطوطة أن العدد كان ثلاثا وخمسين سمكة ، انظر المخطوطة التي تحمل الرمزD ذكرت مخطوطة أخرى أن العدد كان مائة وثلاث سمكات ، انظر المخطوطة التي تحمل الرمزAr. وكما هو واضح فقد جاء العدد الصحيح من الكتاب المقدس ، انظر يوحنا ٢١ : ١٢ (الترجمة الانجليزية).
(٥) وردت باسم مجدالاMadala ، لكن الاسم الحالي لها هو المجدل Mejdal.
(٦) اندراوس بمعنى الشجاع وهو شقيق بطرس ، كان تلميذا ليوحنا المعمدان ، لما سمع عن يسوع بقي معه يوما كاملا ، ثم حدث بطرس أخاه عنه وكانت بشارة أندراوس في بلاد الاكراد وما حولها في آسيا الصغرى مع تلميذه فيلمون ، فاجتذبوا اليهم الكثيرين وقبلوا المعمودية ، إلا أن عمله انصب أكثر في شبه جزيرة البلقان ، حيث ذهب إلى بيزنطة وهناك رسم اسطاخيس اسقفا عليها. وقد قتل وصلب في قاطرة وهي آخر المدن التي بشر فيها ، ودفن في بيزنطة. انظر : اسحق ابراهيم فارس : مدخل إلى العهد المسيحي الأول القاهرة ، ١٩٨٧ م ، ص ٨٢
(٧) حيث أحضر فيليب Philip نثانايل Nathanael إلى السيد المسيح ـ عليه السلام ـ انظر المخطوطات التي تحمل الرموز التالية : Mac.,Mo.,F.,S.,R ..
(٨) يخلط دانيال هنا بين ما جاء في إنجيل مرقس ١ : ١٦ ـ ١٨ وبين ما جاء في الانجيل نفسه ١ : ١٩ ـ ٢٠ في طريقة تبدو لتدل على أنه لم يكن على معرفة تامة في تاريخ العهد الجديد (الترجمة الإنجليزية) وقد جاء في إنجيل مرقس ١ : ١٦ ـ ١٨ «وفيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان وأندرواس أخاه يلقيان شبكة في البحر. فانهما كانا صيادين. فقال لهما يسوع هلما ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس فللوقت تركا شباكهما وتبعاه». وفي الانجيل والاصحاح نفسهما ١٩ ـ ٢٠ «ثم اجتاز من هناك قليلا فرأى يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه وهما في السفينة يصلحان الشباك. فدعاهما للوقت فتركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجراء وتبعاه». وعند مقارنة ما ورد على لسان دانيال مع ما جاء في انجيل مرقس نلاحظ أن دانيال لم يكن على معرفة تامة بكتاب العهد الجديد. فهو يذكر أن بطرس وأندراوس كانا أبناء زبدي بينما الإشارة واضحة في العهد الجديد أن يعقوب ويوحنا كانا أبناء زبدي. ولعل ذلك يوضح عدم تعمق دانيال في الكتاب المقدس على الرغم أنه كان رئيسا لدير من الأديرة الروسية ، ومرافقا لأحد رجال الدين الشرقيين من دير القديس سابا (الترجمة العربية).