وقال جرير :
(١) ألا أضحت حبالكم رماما |
|
وأضحت منك شاسعة أماما |
يشقّ بها العساقل مؤجدات |
|
وكلّ عرندس ينفي اللّغاما |
وقال زهير :
(٢) خذوا حظّكم يا آل عكرم واذكروا |
|
أو اصرنا والرّحم بالغيب تذكر |
وقال الآخر (وهو ابن حبناء التميمي) : [بسيط]
(٣) إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته |
|
أو أمتدحه فانّ الناس فد علموا |
__________________
(٥١٠) الشاهد فيه ترخيم امامة في غير النداء ضرورة وتركها مفتوحة وهي في موضع رفع بأضحت كما تقدم في اثالة ، والقول فيهما واحد وكان المبرد يرد هذا ويزعم أن الرواية فيه* وما عهد كعهدك يا اماما* وان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير أنشده هكذا وسيبويه أوثق من أن يتهم فيما رواه ، والرمام جمع رميم وهو الخلق البالي يريد أن حبال الوصل بينه وبين امامة قد تقطعت للفراق الحادث بينهما ، والشاسعة البعيدة ، والعساقل جمع عسقلة ، وعسقول وهما تلمع السراب واضطرابه ، يريد سيرها في الفلوات راجعة الى محضرها بعد انقضاء زمن الانتجاع ، والمؤجدة الناقة القوية وهي الأجد أيضا ، والعرندس الجمل الشديد ، واللغام ما يطرحه من الزبد لنشاطه.
(٥١١) الشاهد في ترخيم عكرمة وتركه على لفظه ويحتمل أن يجعل فتحته اعرابا على أن تجعله اسما لمؤنث فلا تصرفه لأن عكرمة وان كان اسم رجل فانه يقع على القبيلة وهو عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر والأواصر العواطف والأرحام ، ويقال أصرته على رحم أي عطفته والرحم التي ادعاها بينه وبين آل عكرمة أنه من مزينة بن أدبن طابخة ابن الياس بن مضر ، وعكرمة من مضر كما تقدم ، والمعنى خذوا حظكم من مودتنا ومسالمتنا وكانوا قد عزموا على غزو قومه.
(٥١٢) الشاهد فيه ترخيم حارثة وتركه على لفظه مفتوحا كما كان قبل الترخيم وهذا يقوى مذهب سيبويه في حمله على وجهي الترخيم في غير النداء ضرورة كما كان في النداء جاريا عليهما لأن حارثة هنا اسم رجل فاذا رخم واعرب لم يكن له مانع من الصرف لأنه ليس بقبيلة ولا اسم لمؤنث ، وهو حارثة بن بدر الغداني سيد غدانة بن يربوع بن حنظلة من تميم.