مضمرة في واحد من الموضعين لأنه ليس بفعل ، ولا اسم أخذ من الفعل ، ألا ترى أنه اذا قال المسؤل عبدين أو ثلاثة أعبد فنصب على كم أنه قد أضمر كم ، وزعم الخليل أنه يجوز أن تقول كم غلاما لك ذاهب تجعل لك صفة للغلام وذاهبا خبرا لكم ، ومن ذلك أن تقول كم منكم شاهد على فلان ، اذا جعلت شاهدا خبرا لكم ، وكذلك هو في الخبر أيضا ، تقول كم مأخوذ بك اذا اردت ان تجعل مأخوذا بك في موضع لك اذا قلت كم لك ، لأن لك لا تعمل فيه كم ولكنه مبني عليها كأنك قلت كم رجل لك وان كان المعنيان مختلفين ، لأن معنى كم مأخوذ بك غير معنى كم رجل لك ، ولا يجوز في ربّ ذلك لأن كم اسم وربّ غير اسم فلا يجوز أن تقول ربّ رجل لك.
[باب ما جرى مجرى كم في الاستفهام]
وذلك قولك له كذا وكذا درهما وهو مبهم في الأشياء بمنزلة كم ، وهو كناية للعدد بمنزلة فلان اذا كنيت به في الأسماء ، وكقولك كان من الأمر ذيّة وذية وذيت وذيت وكيت وكيت ، صار ذا بمنزلة التنوين ، لأن المجرور بمنزلة التنوين وكذلك كأيّن رجلا قد رأيت ، زعم ذلك يونس ، وكأيّن قد أتاني رجلا ، إلا أن أكثر العرب انما يتكلّمون بها مع من ، قال عزوجل (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ)، وقال عمرو بن شاس : [طويل]
(١) وكائن رددنا عنكم من مدجّج |
|
يجيء أمام الألف يردى مقنّعا |
فانما ألزموها من لأنها توكيد فجعلت كأنها شيء يتمّ به الكلام وصار كالمثل ، ومثل ذلك ولا سيّما زيد فربّ توكيد لازم حتى يصير كأنه من الكلمة ، وكأيّن معناها
__________________
(٤٤١) الشاهد فيه في قوله كائن ، ومعناها معنى كم وفيها لغات كائن على لفظ فاع من المنقوص نحو ناء وجاء وكيء على وزن كيع وكأين على وزن كعى وكئن على وزن كع ومعناها كلها معنى كأي ، وهي بتأويل كم ورب وقد بينت أصلها ، وحكمها وعلتها في كتاب النكت* يقول كم رددنا عن عشيرتنا في الحرب من مدجج بارز لهم والمدجج اللابس السلاح ومعنى يردى يمشي الرديان وهو ضرب من المشي فيه تبختر ، والمقنع الذي تقنع بالسلاح. كالبيضة والمغفر ونحوهما.