وإن شئت كان على أضمرها وان شئت كان على لوّحها ، لأنّ تلويحه تضمير.
ومثله (للعجاج) : [رجز]
(١) ناج طواه الأين ممّا وجفا |
|
طىّ اللّيالي زلفا فزلفا |
* سماوة الهلال حتى احقوقفا* |
وقد يجوز أن تضمر فعلا آخر كما أضمرت بعدله صوت ، يدلّك عليه أنك لو أظهرت فعلا لا يجوز أن يكون المصدر مفعولا عليه صار بمنزلة له صوت ، وذلك قوله (وهو أبو كبير الهذلي) : [رجز]
(٢) ما إن يمسّ الأرض إلّا منكب |
|
منه وحرف السّاق طىّ المحمل |
__________________
ـ ضمرها بضمر السابق من الخيل المعد للرهان ، ومعني تطوى تضمر والسبق الخطر ، ويجوز أن يريد السبق فحرك ضرورة.
(٢٩١) الشاهد في قوله طى الليالي ونصبه على المصدر المشبه به دون الحال لانه معرفة لهذا ذكره سيبويه ولم يقصد فيه ما قصد في الذي قبله من أن يجعله على اضمار فعل من غير لفظه كما تأول عليه من غلطه ، ونسب اليه أنه استشهد بنصب سماوة على المصدر المشبه به* وصف بعيرا أضمره دؤب السير حتى اعوج من الهزال كما تمحق الليالي القمر شيئا بعد شىء حتى يعود هلالا محقوقفا معوجا ، والناجي السريع ، والوجيف سير سريع ، والأين الاعياء والفتور ولم يرد أن الاعياء طواه وانما أراد سيره الشديد المفضى به الى الاعياء فجعل الفعل له مجازا والزلف الساعات المتقاربة واحدتها زلفة ، وأراد بها الاوقات التي تطلع فيها بعد منتصف الشهر وبعضها يتأخر عن بعض تأخرا قريبا وسماوة كل شيء أعلاه ونصبها بالطي نصب المفعول به ، والمحقوقف المعوج ، والحقف ما اعوج من الرمل وكان ينبغي أن يقول سماوة القمر ، ولكنه سمى القمر هلالا لما يؤول اليه.
(٢٩٢) الشاهد فيه نصب طي المحمل باضمار فعل دل عليه قوله ما أن يمس الارض الا منكب منه وحرف الساق لان ذلك لانطواء كشحه وضمر بطنه فكأنه قال طوى طيا مثل طى المحمل* وصف رجلا بالضمر فشبهه في طى كشحه وارهاف خلقه بحمالة السيف وهي المحمل ، وزعم انه اذا اضطجع نائما نبا بطنه عن الارض ولم ينلها منه الا منكبه وحرف ساقه.