مررت به فاذا هو يصوّت صوت الحمار فعلى الفعل غير حال ، فان قلت صوت حمار فألقيت الألف واللام فعلى إضمارك فعلا بعد الفعل المظهر ، وتجعل صوت حمار مثالا عليه يخرج الصوت أو حالا كما أردت ذلك حين قلت فاذا له صوت ، وإن شئت أوصلت اليه يصوّت فجعلته العامل فيه كقولك يذهب ذهابا ، ومثل ذلك مررت به فاذا له دفع دفعك الضعيف ، ومثل ذلك أيضا مررت به فاذا له دق دقّك بالمنحاز حبّ الفلفل ، ويدلّك على أنك اذا قلت فاذا له صوت صوت حمار فقد أضمرت فعلا بعد له صوت وصوت حمار انتصب على أنه مثال أو حال يخرج عليه الفعل أنّك اذا أظهرت الفعل الذي لا يكون المصدر بدلا منه احتجت الى فعل آخر تضمره فمن ذلك قول الشاعر : [رجز]
(١) اذا رأتني سقطت أبصارها |
|
دأب بكار شايحت بكارها |
ويكون على غير الحال ، وإن شئت بفعل مضمر كأنّك قلت تدأب فيكون أيضا مفعولا وحالا كما يكون غير حال فمما لا يكون حالا ويكون على الفعل قول الشاعر [رجز]
(٢) لوّحها من بعد بدن وسنق |
|
تضميرك السابق يطوى للسّبق |
__________________
(٢٨٩) الشاهد فى قوله دأب بكار ونصبه على المصدر المشبه به ، كالذي تقدم والعامل فيه معنى قوله اذا رأتني سقطت أبصارها لانه دال على دؤبها في ذلك* والمعنى كلما رأتني سقطت ابصارها ، وخشعت هيبة لي أي كما تفعل البكار وهي جمع بكرة من الابل اذا جدت فحولها في اعتراضها ، ومعني شايحت جدت ، والمشيح من الرجال الجاد الماضي ، ويقال معني شايحت حاذرت فيكون المعني على هذا دأب بكار شايحت هي أي حاذرت ثم وضع البكار موضع الضمير وأضافه الى الضمير نفسه توكيدا لاختلاف اللفظين كما قال* ازلناها مهن عن المقيل* بعد ذكر الرؤوس اي ازلناها عن المقيل ، وقد بينت علة جوازه والدأب العادة.
(٢٩٠) الشاهد فيه قوله تضميرك السابق ونصبه على اضمار فعل دل عليه قوله لوحها لانه في معني ضمرها واللائح الضامر وأصله من اللوح وهو العطش* وصف ناقة ضمرت لدؤوب السير والبدن السمن ، والسنق أن يكثر لها من العلف حتى تسنق وتتخم ، وشبه ـ