للاسم أنه يكون وهو اسم صفة كما يكون الفعل صفة وأما يشكر فانه لا يكون صفة وهو اسم انما يكون صفة وهو فعل.
وأعلم أن النكرة أخف عليهم من المعرفة وهي أشد تمكنا لان النكرة أول ثم يدخل عليها ما تعرّف به فن ثم أكثر الكلام ينصرف في النكرة.
وأعلم أن الواحد أشد تمكنا من الجمع لأن الواحد الأول ومن ثم لم يصرفوا ما جاء من الجمع على مثال ليس يكون للواحد نحو مساجد ومفاتيح.
وأعلم أن المذكّر أخف عليهم من المؤنّث لان المذكر أول وهو أشدّ تمكنا وانما يخرج التأنيث من التذكير ألا ترى أن الشيء يقع على كل ما أخبر عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أو أنثى والشىء مذكّر فالتنوين علامة للأمكن عندهم ولاخفّ عليهم وتركه علامة لما يستثقلون وسوف يبين ما ينصرف ان شاء الله ، وجميع ما لا ينصرف اذا ادخل عليه الألف واللام أو اضيف انجرّ لأنها أسماء ادخل عليها ما يدخل على المنصرف وادخل فيها المجرور كما يدخل في المنصرف ولا يكون ذلك في الأفعال وأمنوا التنوين فجميع ما يترك صرفه مضارع به الفعل لانه إنما فعل ذلك به لانه ليس له تمكّن غيره كما أن الفعل ليس له تمكن الاسم.
وأعلم أن الآخر اذا كان يسكن في الرفع حذف في الجزم لئلا يكون الجزم بمنزلة الرفع فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون الاثنين والجميع وذلك قولك لم يرم ولم يغز ولم يخش وهو في الرفع ساكن الآخر تقول هو يرمى ويغزو ويخشى.
[باب المسند والمسند اليه]
وهما مالا يستغنى واحد منهما عن الآخر ولا يجد المتكلم منه بدا فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبنى عليه وهو قولك : عبد الله أخوك وهذا أخوك ، ومثل ذلك قولك : يذهب زيد فلا بدّ للفعل من الاسم كما لم يكن للاسم الأول بد من الآخر في الابتداء ومما يكون بمنزلة الابتداء قولك : كان عبد الله منطلقا وليت زيدا منطلق لأن هذا يحتاج الى ما بعده كاحتياج المبتدإ الى ما بعده.
__________________
ـ معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب) ليكون اسمه مطابقا لمعناه ، وترجمته دالة على مغزاه ولم أطل فيه اطالة تمل الطالب الملتمس للحقيقة ، ولا قصرت نقصيرا يخل عنده بالفائدة ، فان جاء ـ