(١) وكأنّه لهق السّراة كأنّه |
|
ما حاجبيه معيّن بسواد |
يريد كأن حاجبيه فأبدل حاجبيه من الهاء التي في كأنه وما زائدة ، وقال الجعدي [كامل]
(٢) ملك الخورنق والسّدير ودانه |
|
ما بين حمير أهلها وأوال |
يريد ما بين أهل حمير فأبدل الاهل من حمير ومثل ذلك قولهم صرفت وجوهها أولها ومثله مالي بهم علم أمرهم ، وأما قول جرير : [كامل]
(٣) مشق الهواجز لحمهنّ مع السّرى |
|
حتّى ذهبن كلاكلا وصدورا |
فانما هذا على قوله ذهب قدما وذهب اخرا ، وقال عمرو بن عمار النهدي : [طويل]
__________________
(١٢١) الشاهد في بدل الحاجبين من الضمير المتصل بكأن وما زائدة مؤكدة للكلام ورد قوله معين بسواد على الضمير لا على الحاجبين وهو في المعنى خبر عنهما لأن الخبر انما يكون عن البدل لا عن المبدل منه لأن المبدل منه ساقط في التقدير فكأنه لغو* وصف ثورا وحشيا شبه به بعيره في حذقه ونشاطه فيقول كأنه ثور لهق السراة أي أبيض أعلى الظهر وسراة الظهر أعلاه أسفع الخدين كانما عين بسواد وكذلك بقر الوحش بيض كلها الاسفعة في خدودها ومغابنها وأكارعها ويقال للابيض لهق ولهق.
(١٢٢) الشاهد في بدل الاهل من حمير ، وأراد بحمير البلدة سماها باسمه لنزوله بها* أخبر عن بعض ملوك لخم فيقول ملك الخورنق والسدير وهما قصران بالعراق بقرب الحيرة ، ودانه أي طاع له والدين الطاعة ما بين بلاد حمير باليمن وأوال وهي بلدة بعينها مما يلي الشام.
(١٢٣) الشاهد في نصب الكلا كل والصدور بقوله ذهبن نصب التمييز لا نصب الشبيه بالظرف في قولهم مطرنا السهل والجبل ونحوه من مسائل الباب ، وعبر سيبويه عما أراد من نصب هذا ونحوه على التمييز بذكره الحال لما بين التمييز والحال من المناسبة لوقوعهما نكرتين بعد تمام الكلام وتبيينهما للشيء المقصود من النوع أو النصبة كما فعل في قوله هذه «جبتك خزا» فسمى الخز حالا وانما هو تمييز لانه جرى في التنزيل والنصب مجرى قولك «هذه جاريتك منطلقة» وذلك انك تقول جبتك خز كما تقول جاريتك منطلقة ، ثم تقول هذه جبتك كما تقول هذه جاريتك ثم تميز بين جنس الجبة فتقول هذه جبتك خزا كما تميز نصبة الجارية فتقول هذه جاريتك منطلقة فكذلك تقول ذهب زيد ظهرا وصدرا وتغير وجها وجسما تريد ذهب ظهره وصدره وتغير وجهه وجسمه ثم تشغل الفعل باسمه فتنصب هذه الاعضاء على التمييز ، كما ـ