أبيه وصاحبيه مفروغا عنه؟!
ما هذا إلّا الغيّ والحمق!!
وبما ذكرنا من بيان حال صحاحهم في المقدّمة وغيرها (١) ، تستغني عن التعرّض لبقيّة ما ذكره الفضل من الأحاديث والتكلّم في أسانيدها ومتونها ومعارضاتها.
وأمّا ما زعمه من جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي بكر إماما في الصلاة تلويحا إلى خلافته ، وأنّه صلّى بهم أيّام مرضه (٢) ..
فهو من كذباتهم ..
والحقّ أنّه لم يصلّ بالناس إلّا في صلاة واحدة ، وهي صلاة الصبح ، تلبّس بها بأمر ابنته ، فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخرج يتهادى بين عليّ والعبّاس ـ أو ابنه الفضل ـ ، ورجلاه تخطّان في الأرض من المرض (٣) ، وممّا لحقه من تقدّم أبي بكر ، ومخالفة أمره بالخروج في جيش أسامة ، فنحّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصلّى ، ثمّ خطب ، وحذّر الفتنة ، ثمّ توفّي من يومه ، وهو يوم الاثنين.
وقد صرّحت بذلك أخبارنا (٤) ..
ودلّت عليه أخبارهم ؛ لإفادتها أنّ الصلاة التي تقدّم فيها هي التي عزله النبيّ عنها ، وأنّها صبح الاثنين ، وهو الذي توفّى فيه ..
__________________
(١) راجع : ج ١ / ٢٧ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٢) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.
(٣) انظر : شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩٧ ، البداية والنهاية ٢ / ٢٣١.
(٤) انظر : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، إعلام الورى ١ / ٢٦٥.