خالفه سعيد بن عروبة ، فرواه عن أيوب ، عن عكرمة عن ابن عباس.
١٢٥ ـ أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا محمد بن صدران قال : حدثنا سهيل بن خلاد العبدي قال : حدثنا محمد بن سواء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن أيوب السختياني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما زوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة من علي كان فيما أهدى معها سريرا مشروطا (١) ، ووسادة من أدم (٢) حشوها ليف ، وقربة. قال : وجاءوا ببطحاء الرمل (٣) فبسطوه في البيت ، وقال لعلي : «إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك» ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدق الباب ، فخرجت إليه أم أيمن ، فقال لها : «أثم أخي؟» فقالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : «فإنه أخي» قال : ثم أقبل عليها فقال لها : «جئت تكرمين ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟» قالت : نعم فدعا لها ، وقال لها خيرا ، ثم دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال : وكان اليهود يؤخّذون (٤) الرجل عن امرأته إذا دخل بها. قال : فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتور (٥) من ماء ، فتفل فيه ، وعوذ فيه ، ثم دعا عليا فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره ، وذراعيه ، ثم دعا فاطمة ، فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ففعل بها مثل ذلك ، ثم قال لها : «إني ـ والله ـ ما ألوت (٦) أن أزوجك خير أهلي» (٧) ثم قام فخرج.
١٢٦ ـ أخبرني عمران بن بكار بن راشد قال : حدثنا أحمد بن خالد قال :
__________________
(١) مشروطا : مفتولا بخوص.
(٢) أدم : جلد.
(٣) بطحاء الرمل : حصى صغار تفرش بها البيوت ، يقال بطح المسجد أي ألقى فيه الحصى.
لسان العرب.
وفي الحديث إشارة إلى بساطة حياة أسرة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعدم اهتمامهم بالمظاهر الزائلة والمتاع الفاني.
(٤) يؤخذون الرجل عن امرأته : يفعلون من السحر ما يحولون به بين الرجل وامرأته.
(٥) التور : إناء من نحاس أو من حجارة يستعمل لوضع الماء فيه.
(٦) ما ألوت : ما قصرت.
(٧) رواه ابن سعد في الطبقات ج ٨ ص ٢٣.
ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٧.