يطلق
على غيره حقيقةً ولا مجازاً ، قال تعالى : « هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيًّا
» أي : هل تعلم أحداً يسمّى الله ؟ وقيل : سميّاً أي : مثلاً وشبيهاً .
ح : أنّ هذا الاسم
الشريف دالّ على الذات المقدّسة الموصوفة بجميع الكمالات ، حتى لا يشذّ به شيء ، وباقي أسمائه تعالى لا تدلّ آحادها إلّا على آحاد
المعاني ، كالقادر على القدرة والعالم على العلم . أو فعل منسوب إلى الذات ، مثل قولنا : الرحمن ، فإنّه اسم للذات مع اعتبار الرحمة ، وكذا الرحيم والعليم .
والخالق : اسم للذات مع اعتبار وصف وجودي خارجي . والقدّوس : اسم للذات مع وصف سلبي ، أعني التقديس الذي هو التطهير عن النقائص . والباقي : اسم اللذات مع نسبة وإضافة ، أعني البقاء ، وهو نسبة بين الوجود والأزمنة ، إذ هو استمرار الوجود
في الأزمنة . والأبديّ : هو المستمرّ في جميع الأزمنة ، فالباقي أعمّ منه .
والأزلي : هو الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحقّقة والمقدّرة . فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضبط .
ط : أنّه اسم غير صفة
، بخلاف سائر أسمائه تعالى ، فإنها تقع صفات ، أمّا أنّه اسم غير صفة ، فلأنّك تصف ولا تصف به ، فتقول : إلٰه واحد ، ولا تقول :
شيء إلٰه ، وأمّا وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى صفات ، فلأنّه يقال : شيء
قادر وعالم وحيّ إلى غير ذلك .
ي : أن جميع أسمائه
الحسنى يتسمّى بهذا الاسم ولا يتسمّى هو بشيء منها ، فلا يقال : الله اسم من أسماء الصبور أو الرحيم أو الشكور ، ولكن يقال : الصبور اسم من أسماء الله تعالى .
إذا عرفت ذلك ، فاعلم
أنّه قد قيل : إنّ هذا الاسم المقدّس هو الاسم الأعظم . قال ابن فهد في عدّته : وهذا القول قريب جدّاً ، لأنّ الوارد في هذا
المعنى
___________________________