جيشين لأميرين اثنين. وقد كنت موجودا في كل هذه الحرب وشهدتها عن كثب. وبعد هذه الأحداث ذهبت لأقوم برحلتي إلى القسطنطينية (٧٢).
تفلفلت
تفلفلت مدينة صغيرة مشيدة في سهل رملي على مسافة خمسة عشر ميلا شرقي «معمورة» وعلى مسافة اثني عشر ميلا من المحيط. ويمر من جوار هذه البلدة نهر ليس بكبير الأهمية. وتقوم على ضفاف هذا النهر غابة يعيش فيها أسود شرسة للغاية. وأسود من التي سبق لي الكلام عليها. وهي تحدث أضرارا بالمارة ولا سيما الذين يبيتون فيها ليلا. ولكن في خارج المدينة أي على الطريق الكبير إلى فاس ، يوجد مدشر صغير غير مأهول ، حيث يوجد بناء مسقوف بعقد. وإلى هناك يذهب البغالة والمسافرون للمبيت. ويحمون الباب بسياج من الأشواك والأغصان التي يجمعونها من حولهم. وقد كان هذا فندقا في الزمن الذي كانت فيه تفلفلت مأهولة. وقد هجرت المدينة أيضا في أثناء حرب سعيد (٧٣).
مكناس
مكناس مدينة كبيرة بنتها قبيلة تحمل هذا الاسم (٧٤) ومنها استمدت اسمها. وتقع على مسافة ستة وثلاثين ميلا من فاس (٧٥) وخمسين ميلا من سلا (٧٦) وخمسة عشر ميلا من
__________________
(٧٢) من العسير التوفيق بين هذا التوكيد وبين ما قاله المؤلف آنفا عن وجوده في حملة دكالة في حزيران وتموز (يونية ويولية) ١٥١٥ م ، وعن عودته من مراكش إلى فاس عن طريق هسكورة وتادلة. ومهما كان عليه الأمر فهو على اطلاع تام بالتفاصيل ولم يستطع أن يذهب إلى فاس إلا بعد بضعة أيام من تاريخ ١٠ آب (أغسطس) ١٥١٥ لأنه كان على علم بقضية انتشال المدافع البرتغالية من مياه النهر. وسنراه في بجاية في أواسط شهر أيلول (سبتمبر).
(٧٣) على الرغم من أن المسافات المذكورة تبدو غير صحيحة بصورة صارخة ، فإن قرية تفلت التي قامت في العصر الحالي لا تنطبق بالتأكيد على تافلفلت. ويقول مارمول الذي نسخ هذه الفقرة حرفيا تقريبا ، يقول إن النهر الذي يمر غير بعيد من هنا يدعى واد زيللي عند العرب ، وأن هؤلاء العرب هم عشيرة إبن مالك سفيان ، وهذا يدل على أنه كان يعرف المنطقة. إذ يمكن أن نفترض بأن تفلفلت كانت موجودة في هذه الأنحاء بجوار إتصال واد زيللي مع واد تفلت. أما بنو مالك ، وهم فرع من سفيان فقد أجلوا في اتجاه شمالي نهر الورغة حيث يشكلون عشيرة هامة.
(٧٤) مكناسة.
(٧٥) ٥٨ كم.
(٧٦) والصحيح ٨٠ ميلا أو ١٣٠ كم.