وقال ابن الأعرابي : يقال لأنف الباب : الرتاج ولدرونده (١) النجاف ، ونجران في عدة مواضع منها نجران من مخاليف اليمن في ناحية مكة قالوا سمي بنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمّرها ونزلها وهو المرعف ، وإنما صار الى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى الى واد فنزل به فسمي نجران به كذا ذكره في كتاب ابن الكلبي بخط صحيح زيدان بن سبأ ، وفي كتاب غيره زيد روى ذلك الزيادي عن الشرقي.
فتح نجران في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة عشر صلحا على الفيء وعلى أن يتقاسموا العشر ونصف العشر وفيها يقول الأعشى :
وكعبة نجران حتم عليك |
|
حتى تناخي بأبوابها |
تزور يزيدا وعبد المسيح |
|
وقيسا هم خير أربابها |
وشاهدنا الحل والياسمون |
|
والمسمعات بقصابها |
ويربطنا دائما معمل |
|
فأي الثلاثة أزرى بها |
وكعبة نجران هذه يقال بيعة بناها عبد المدان بن الديّان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمون وهم الذين جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ودعاهم الى المباهلة. وقال ابن الكلبي : إنها كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد ، وكان لعظمها عندهم يسمونها «كعبة نجران» وكانت على نهر بنجران وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل ، وكان يستغل من ذلك النهر عشرة آلاف دينار وكانت القبة تستغرقها ، ثم كان أول من سكن نجران من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان يزيد بن عبد المدان ، وذلك أن عبد المسيح زوجه ابنته دهيمة فولدت له عبد الله بن يزيد ومات فانتقل ماله الى يزيد فكان أول حارثي حلّ في نجران.
ونسب الى نجران أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري
__________________
(١) دروندة الباب أو اسكفته ما يستقبل الباب كما في القاموس.