ومنها الورس واللبان اللذان لا يكونان في غير اليمن ويصيران في جمع الأرض (١) ، وبها النخل البعل الذي لا يشرب إلا من السيل ، وربما أسنت فأتى بالتمر عن ريّ سنة واثنتين ، وبها القسب (٢) من التمر الذي يسحق ، ويحلو مع السويق كالقند فذاك بنجران ، وبها المدبّس الذي لا يلحق به بردي خيبر. قال لي أبي رحمهالله تعالى : قد دخلت الكوفة وبغداد والبصرة وعمان ومصر ومكة ، وأكثر بلاد النخل وطعمت التمران ما رأيت مثل مدبس نجران جودة وعظم تمره خاصة تملأ الكف التمرة ، وبها من الجرب الكبار التي تأتي بعشرين الف ذهب فذاك ثلاثون ألف قفيز ، سيوان في جانب صنعاء (٣) وجربة حران بشراد والحضر (٤) وأرض الرزم بالجوف والحرجة بمأرب.
ومن الآبار العجيبة : البئر المعطلة بريدة ، ومنها بئر سراقة لمراد في أسفل الجوف ، طولها خمسون باعا ، وماؤها عذب فرات ، لا تكدرها الدلاء ، وبئر سام بن نوح بصنعاء ، وكهالة بئر ذي يزن بين زبيد وعدن ، وبرهوت بسفلى حضرموت وبئر ميمون المذكورة في القرآن (٥).
والمواضع التي لا تضر فيها الأفاعي : ناعط يلدغ بها أحد ولا بموضع تشرف عليه ، ويكون منها بمنظر ، وصنعاء لطلسم كان بها في باب المصرع ومثلها ظفار ، وبها تراب إذا طلي به بيت مصهرج لم يدخله كتانة ، يحمل ويباع (٦) ، وبالمعافر عضاه
__________________
(١) قال الاصمعي : ثلاث قد عمت الارض ولا توجد الا في اليمن : اللبان والورس والعصب.
(٢) القسب نوع من التمر.
(٣) سيوان بكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون كذا صححناه من الاكليل ج ١ ـ ومن ابن خرداذبه ـ ١٣٦ قال الهمداني كانت للامير عباد بن محمد الشهابي زميل معن بن زائدة باعها في اغاثة الملهوف وعمل الكل وكسب الثناء وللآخرة والاولى وتقع في شعوب شمال صنعاء وهي اليوم مجزأة وقال ابن خرداذبه : ويشق صنعاء واديها السرار يجري اذا جاء المطر في شهور الصيف ويصب في سيوان فتكون كأنها بحيرة قال الشاعر :
ويلي على ساكني شط السرار |
|
يسكنه ريم شديد النفار |
والسرار هي المعروفة اليوم بالسائلة.
(٤) جربة حران بكسر الحاء المهملة هو اليوم البعض منها خزجة ترعى فيها البقر لانها صارت مستنقعا للمياه والبعض منها صالحة للزراعة من ارض الوقف الراجع إلى مدينة ذمار وشراد وادي المطاحن والشلالة.
(٥) بئر ريدة هي اليوم أغزر ما تكون ماء واعذبه ونعتها المصنف في الجزء الثامن نعتا جميلا وفيها اليوم مضختان ولا تنكش وبئر شراقة في مدينة براقش من أسفل جوف مراد وكان يسكنه عهد المؤلف بلحارث بن كعب ومراد.
(٦) وهذا في مدينة ذمار ايضا ولا يوجد بها الحنشان ولا شيء من الهوام.