في البدء ها هم
المؤمنون يذهبون إلى صلاة العصر في المسجد المجاور ، ثم يأتي بعد ذلك الغواصون
الذين طالما ألحوا عليّ ، وبأدب جم ، لأزور أماكن غوصهم. وكان يمر أمامي أيضا جيئة
وذهابا ، وبأنفة ، عدد من الباشي بوزوق الأرناؤط والأكراد الذين يشكلون حامية تحتفظ بها الدولة
العثمانية هنا ، والذي كانوا يصطنعون هيئة الشجاعة للتأثير فيّ ، وهم مسلحون
بغدّاراتهم الطويلة ، متلفعون ببرانسهم البيضاء.
ثم جاء دور الحاكم
ليمرّ بعدهم ، وهو لم يأت إلّا بدافع الفضول ، ولكي يلتمس زيارتي ، ولكنه لمّا كان
مجرّد أفندي ، فإنه لم يكن له ما يؤهله لكي أمنّ عليه بهذا التمييز : ولما كنت
أوروبيا وفرنسيا ومسافرا مميزا ، وطبقا للعرف ، وكما ينبغي أن يكون أي شخص يسافر
لمتعته ولتثقيف نفسه ، فإنه لم يكن عليّ أن أخصه بأي مجاملة.
وربما أدهش بعض
الناس رؤيتي أتحدث غير مرة عن موضوع آداب العشرة ، وأتخذ منه موقفا متصلبا ؛ / ١١٥
/ ولكن ذلك ضروري في الشرق ، حيث لكل شيء قواعده ، وحيث تطبق الرسميات بصرامة
شديدة : وإن احترام
__________________