النجف باسم مشهد على (الآستانة المقدسة العلوية) ، وبالرغم من أن مشهد الإمام الحسين ومشهد سيدنا علي ظهرا في التقسيم على أن كل واحد منهما وحدة إدارية مستقلة ، إلا أن أغلب الظن أن تلك المناطق لم تكن كل واحدة منها وحدة إدارية مستقلة لوجود العديد من الأضرحة والزوايا والمزارات بها ، وكانت تدار من بغداد ولم تكن أي منها تحمل صفة السنجق المنفصل (١).
إن التطور التاريخي للبناء الإداري والتشكيلات الإدارية لكربلاء كان متداخلا مع تطوره في بغداد ، لا سيما وأن كربلاء كانت ترى دائما منذ دخول بغداد تحت الحكم العثماني وحتى نهاية الدولة العثمانية على أنها بناء إداري صغير تابع لبغداد.
وفي عهد المماليك كانت إيالتي البصرة وشهرزور تمنحان لولاة بغداد ، أو بتعبير آخر كان ولاة بغداد المماليك يعينون حكاما من المماليك بدرجة متسلم على إيالتي البصرة وشهرزور ، هذا بالإضافة إلى أن منصب الكتخدا (الوكيل أو النائب) الذي لم يلتفت إليه من قبل قد اكتسب ـ فجأة ـ أهمية على الساحة الإدارية في هذا العهد ، وارتقى الأشخاص المعينون في هذا المنصب إلى درجة الرجل الثاني في الولاية بعد الوالي (٢).
ولم يكن الدفتردار وأغا الإنكشارية في بغداد يعينان من قبل الدولة ، بل كان يعينهما الوالي ، وبالرغم من أن البصرة وشهرزور والموصل كانت تشكل سناجق تابعة لبغداد بعد إلغاء الحكم المملوكي وربط ولايات العراق بالمركز ، إلا أنها اعتبرت ولايات منفصلة في بعض
__________________
(١) Sahillioglu ,a.g.m.,s.٧٣٢١ ـ ٨٣٢١.
(٢) El ـ Bustani ,a.g.t.,s.٠٧٣.