على معنىٰ ،
وذلك عنده شيء واحد متقارب في استنتاج الدلالة الخاصة بكل شكل ذي حروف مؤلفة. وفي
هذا الصدد يقول : « زعم قوم أن الكلام ما سمع وفهم ، وذلك قولنا قام زيدٌ وذهب
عمرو ، وقال قوم : الكلام حروف مؤلفة دالة على معنى والقولان عندنا متقاربان لأن
المسموع المفهوم لا يكاد يكون إلا بحروف مؤلفة تدل على معنى » .
وقد يطول بنا الحديث لو أردنا استقراء
نظرية ابن فارس في هذا المدرك الدلالي ، ومفهوم الدلالة عنده ، وما تقدم استعراض
للمهم من توجهه الدلالي ، أما نظريته في جزء منها فقد لخصها مشكوراً بعض الدارسين
العرب .
٥ ـ والشريف الرضي ( ت : ٤٠٦ ه ) وهو
الناقد الخبير والبلاغي المتنور الذي جمع رهافة الحس ودقة الملاحظة ، فقد جاء نقده
تطبيقاً لموارد النقد ، وتحقيقه البلاغي تنظيراً لمظاهر البلاغة ، وهو تشخيصي
النقد ، تطبيقي البلاغة ، و « تلخيص البيان » من أهم كتبه الريادية وأعطف عليه « المجازات النبوية » فهما الميدان الدلالي لهذا المنحىٰ
المتطور.
أما تعقيبه النقدي أو البلاغي أو اللغوي
على مختاراته من كلام ورسائل وخطب ووصايا وحكم أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام المسمى « نهج البلاغة » فيعد ـ بحق ـ من أبرز مصاديق النقد
البلاغي التحليلي القائم على أساس استعمال العرب البياني في أمثلة ونماذج حيّة
ارتفعت بالشريف الرضي إلى مستوىٰ أساطين هذا الفن كما أوضحنا ذلك
________________