٦٣ ـ نهر رمل المعدن (١) : يخرج من الرمال التى بين بلاد مصر وبحر القلزم ، وهو نهر عظيم ، ثم يتجه إلى المغرب ويقطع وسط النوبة فيكون فى مفازة ، ثم يصل مدينة كابيل من بلاد النوبة ، وهى قصبتهم ، ثم يصب بعدها فى نهر النيل.
٦٤ ـ ويخرج من نهر النيل نهر كبير قرب الفسطاط ، فينتفع منه فى الزراعة ، ثم يسير إلى الإسكندرية ويظل هناك ثم يصب فى بحيرة تنيس.
٦٥ ـ أما فى مدن إفريقيا وطنجة وحتى بلاد السوس الأقصى ، فلا يوجد نهر عظيم ، وليس هناك سوى الأنهار الصغيرة التى ينتفع منها فى الزراعة. وليس لدينا علم بوجود نهر فى بلاد السودان مما فى الكتب والأخبار.
٦٦ ـ نهر البلغار : يخرج من مغرب بلاد الروم فيمر بجبل البلغار متجها إلى الشرق ، ثم يمضى ليصل إلى موضع الصقالبة المقيمين فى بلاد الروم ، ويجتاز بعد ذلك على برجان ، ويمر على عمل تراقية (٢) ، فيسير فى مدينة القسطنطينية ، وما يبقى منه يصب فى الخليج.
__________________
ـ الاستواء بعد أن تخبط الجغرافيون فى وصف منابعه وتحليل فيضانه" (الشريف الإدريسى فى الجغرافيا العربية ، ٢ / ٤٠٦ ـ ٤٠٨).
(١) يتحدث الإدريسى عن مدينة بلاق من مدن النوبة فيقول : " وأرضها تسقى بالنيل وماء النهر الذي يأتى من بلاد الحبشة ، وهو واد كبير جدا يمدّ النيل ، وموقعه بمقربة من مدينة بلاق" (نزهة المشتاق ، ١ / ٣٨). فالنهر القريب من بلاق هو نهر رمل المعدن هنا ، ويرجح أن يكون هو النيل الأزرق. أما كابيل فهو لقب ملك النوبة وبه سميت البلاد. ويبدو أن" كاسل" الواردة فى نزهة المشتاق تصحيف لهذا الاسم ، حيث قال : " وملك النوبة يسمى كاسل ، وهو اسم يتوارثونه ملوك النوبة" (١ / ٣٧). وسيعود مؤلفنا المجهول ليذكر اسم ملك النوبة كابيل فى الفصل ٥٩ من كتابنا هذا. وهو كذلك : كابيل لدى ابن خرداذبه (المسالك والممالك ، ١٧).
(٢) فى الأصل براقية. وهى كذلك فى طبعة ستودة ، إلا أن مينورسكى صححها فكتبها تراقية ، وهو الصواب. قال ابن خرداذبه (ص ٢٥٧): " عمل تراقية : وحدّه من الجنوب عمل مقدونية ، ومن الغرب بلاد البرجان". وفى ص ١٠٩ منه : " تراقية وهى خلف قسطنطينية مما يلى برجان". ويزداد أمر هذا النهر وضوحا عندما نقرأ فى الأعلاق النفسية (ص ١٢٦): " ولقسطنطينية قناة ماء يدخل إليها من بلد يقال له بلغر يجرى إليها هذا النهر من مسيرة عشرين يوما وأهل بلغر يحاربون الروم والروم تحاربهم". ويرى مينورسكى أن هذا النهر هو نهر ماريتسا فى بلغاريا الحالية (٢٢١.p).