خلال القرنين الحادي والثاني عشر الهجريين ، أما المبحث الثالث ، الذي اعتمدت عليه كل الاعتماد في هذه السوابق ، فكان عنوانه : كتابة التاريخ في نجد خلال القرن الثاني عشر الهجري.
أما المقدمة النفيسة ، التي تناول فيها عبد الله بن يوسف الشبل تاريخي «الفاخري» ، و «ابن ربيعة» فقد كانت خير عون في عملي ، ناهيك عن مقدمة عبد العزيز بن عبد الله الخويطر لتحقيقه «تاريخ المنقور».
يجد الباحث نفسه ، بعد كل هذا ، في غنىّ عن الإطالة في هذا المجال.
لقد تميزت السوابق ، التي نحن بصدد تحقيقها والتعليق عليها ، بميزات عديدة ، وأقول كثيرة ، استقاها ابن بشر من مصادر متعددة ، أشار إلى بعضها ، وتجاهل أكثرها وأهمها. وأجد من المفيد قبل خوض غمار هذه السوابق ، أن أوضح معنى كلمة «السوابق» ، التي جاءت في عنوان الكتاب ؛ حيث يستخدم ابن بشر في أول كل خبر لفظ «سابقة» بالمفرد ، مع أن الخبر قد يحتوي على غير سابقة ، ربما وصلت في بعض الأخبار إلى أكثر من خمسة أحداث ، يجملها تحت سابقة ، أو يفصل بينها ، ويضع قبل كل حدث كلمة «وفيها». والسابقة لغويا لها معان متعددة ، كل منها يتماشى مع السياق الذي وضعت فيه. وهي في مصطلح علماء الشرع الحدث الذي قضى فيه قاض بحكم لم يسبق إليه من قبل ، وربما كان معنى السابقة الحدث الواقع ، الذي لم يكن مذكورا أو معروفا من قبل.