الفاتح شخصا من
خدام الكعبة لذلك ، لكونه في أشدّ مرض يمنعه من الحركة التامة ، فدخل ذلك الخادم ومعه جماعة
، وأخرجوا القناديل ، ووضعوها في مخزن بيت فاتح الكعبة ، وختم المخزن الشريف مسعود
وقاضي مكة وشيخ الحرم ، ثم انصرف الناس إلى دورهم.
فلما كان يوم
الجمعة حادي وعشرين الشهر المذكور ، وصل الشريف إلى المسجد ، ومعه الأشراف والأعيان بعد النداء العام بتعاطي هذه
الخدمة ، وشرعوا في إزالة الطين الذي في المطاف ، فشمّر الشريف عن أكمامه ، وأخذ مكتلا وحمل فيه
شيئا من الطين ، وفعل الناس كذلك ، فما كان بأسرع من تنظيف المطاف وما حوله ،
فباشر الخطيب الجمعة وأقام شعارها ، ثم شرعوا في رفع الحجارة التي سقطت من البيت
الشريف ، فمنها ما جعلوه خلف مقام الحنفية ، ومنها ما جعلوه عند ممشى باب السلام
بالقرب من المنبر.
ثم إن الشريف جهز
قاصدا من مكة ومعه شخص من جماعته ، لتعريف وزير مصر بهذا الخبر ، ليعرضه على سلطان
الروم إذ ذاك ، وهو السلطان مراد بن أحمد خان ، وكتب بذلك محضرا من
__________________