حوارها (١). وروي أنّه نزل إليه فالتزمه فسكن فقال : «لو لم التزمه لحنّ إلى يوم القيامة» (٢). وقد أبدع في وصفه غاية الإبداع أبو محمّد عبد الله بن يحيى الشّقراطسيّ رحمهالله حيث قال : [البسيط]
حيّى فمات سكونا ثمّ مات لدن |
|
حيّى حنينا فأضحى غاية المثل (٣) |
يعني أنه حين حيي بقرب النّبي صلىاللهعليهوسلم منه كان ذا سكون ، والسّكون للميت ، وحين مات بتحولّه عنه كان ذا حنين ، والحنين للحيّ ؛ وهذا بديع مليح جدّا ، ولو روي «فمات سكوتا» بالتّاء المثنّاة ، كان أبدع للمطابقة بين السّكوت والحنين ، ولكن الرّواية فيه بالنّون ، واختلفت الرّوايات في الّذي صنع المنبر ؛ ففي بعضها تميم الدّاريّ (٤) وفي بعضها غلام للعبّاس ، وفي بعضها غلام لامرأة (٥) من الأنصار. وصنع من طرفاء الغابة ، وروي من الأثل ، وهما واحد. وكان ثلاث ، درجات ، فكان عليهالسلام يقعد على الثّالثة ويضع رجليه على الثّانية (٦) ، فلمّا ولي [أبو بكر قعد على الثّانية ووضع رجليه على الأولى ، ولمّا ولي](٧) عمر
__________________
(١) الحوار : ولد الناقة ساعة تضعه ، أو إلى أن يفصل عن أمّه.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة. باب الخطبة على المنبر رقم ٩١٨ ـ ٢ / ٣٩٧ بخلاف في اللفظ والترمذي في كتاب الصلاة. باب ما جاء في الخطبة على المنبر رقم ٥٠٥ ـ وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في بدء شأن المنبر رقم ١٤١٥ ، والنسائي ٣ / ١٠٢ وابن حنبل ١ / ٢٤٩ ـ ٢٦٧ و ٣٦٣ و ٣ / ٢٩٥ ، ٣٠٠ ، ٣٠٦ ، ٣٢٤ ، و ٥ / ٣٣٧ ـ ٣٣٩.
(٣) لدن : ليست في ط ودونها لا يستقيم الوزن.
(٤) هو تميم بن أوس بن خارجة الداري : صحابي أسلم سنة ٩ ه كان يسكن المدينة ثم انتقل إلى الشام بعد مقتل عثمان. ونزل بيت المقدس فكان عابد أهل فلسطين. روى له البخاري ومسلم ١٨ حديثا. ترجمته في صفة الصفوة ١ / ٧٣٧ ـ الإصابة ١ / ١٨٦ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٨.
(٥) في ط : غلام إمرأة.
(٦) في الأصل الأولى.
(٧) ما بين حاصرتين سقط من الأصل والتّتمة من ت وط.