قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة الشام

رحلة الشام

126/241
*

القوم ولا بأس من مثل آخر أسوقه فقد خرجت مرة أتعشى وحدى فى مطعم سورى فلما دعوت الخادم لأحاسبه قال" مدفوع يا سيدى" وأعيانى أن أعرف من الذى تفضل فأدى عنى الحساب. وفى شتورة وجدنا الدكتور بشر قد أعد لنا" الشاى ودعا إليه معنا طائفة متميزة من كرام اللبنانيين وهو ليس" ككل شاى ، فلا حاجة إلى كلام فيه غير أن الدكتور بشر يأبى إلا أن يبتكر أو ليس من الجديد فى حفلات الشاى أن يكون فيها" فول مدمس" وقد أنضجه الدكتور بشر بيديه الكريمتين زيادة فى العناية والتحفى.

وخرجنا إلى" زحلة" وهى اشهر بلاد لبنان" بالعرق المشهور" فجلسنا فى مقهى فسيح على نهر" البردون" وكان كضيفنا هناك الشاعر المشهور الأستاذ" عمر أبو ريشة"(٣٢) وكانت قصيدته فى مهرجان المعرى من خير ما سمعت من الشعر وقد أنست من قصيدته نزعة صوفية فسألته عن ذلك وكنا فى حلب على ما أذكر فقال : إن ظنى فى محله.

وكان من خير ما أكلنا فى ليلتنا تلك على النهر" العصافير" وهى سمينة يقلونها أو يصنعون بها ما لا أدرى ويدسونها فى قلب الرغيف حتى لا تبرد ثم تؤكل بعظمها.

ـ حدود سوريا ولبنان :

وكان معظم من معنا لبنانيين وكنا نستطرد فى الحديث من موضوع إلى موضوع فتناولنا كل شىء جادين وهازلين فأحسست بعد هذه الجلسة وأمثالها مع إخواننا اللبنانيين أنهم قلقون يرغبون فى إيجاد رابطة بين بلادهم والبلاد العربية الأخرى ، ولكنهم يحبون