يستصفى أموال
مازيار ، فاحضره الحسن وسأله عن أمواله وأحضر شهودا ليشهدوا عليه. فاعترف بان جميع
ما حمله من أمواله ستة وتسعون ألف دينار ، وسبع عشرة قطعة زمرد ، وست عشرة قطعة
ياقوت أحمر ، وثمانية أوقار سلال مجلدة فيها ألوان الثياب ، وتاج ، وسيف من ذهب ،
وخنجر من ذهب وكلل بالجواهر ، وحق كبير مملوء جواهر. وقد تسلمها منه محمد بن
الصياح خازن عبد الله بن طاهر. وذكر علي بن ربن الطبري كاتب مازيار ان ذلك الحق
كان ثمن شراء جوهرة ثمانية عشر ألف ألف درهم .
وعند ما حمل
مازيار الى عبد الله بن طاهر ، وعده ان هو اظهره على كتب الافشين اليه فسوف يسأل
فيه الخليفة ليصفح عنه ، فاظهر مازيار الكتب لعبد الله فاخذها منه وسيرها معه الى
اسحاق بن ابراهيم المصعبي وطلب اليه الا يسلم مازيار والكتب الا بيد أمير المؤمنين
. فاوصل اسحاق ذلك الى الخليفة. فسأل المعتصم بالله مازيار عن الكتب فانكرها ،
فأمر بضربه . الا انه عند ما جمع بينه وبين الافشين في دار العامة ،
وكان الافشين قد حبس ، أقر مازيار بان الافشين كان يكاتبه ويصوب له الخلاف
والمعصية . الا ان الطبري يقول ان المازيار عند ما سئل بحضور الافشين
ما اذا كان كتب اليه ، قال «نعم ، كتب أخوه خاش الى أخي قوهيار انه لم يكن ينصر
هذا الدين الابيض غيري وغيرك وغير بابك ، أما بابك فأنه بحمقه قتيل نفسه ، ولقد
جهدت أن أصرف عنه الموت فابى حمقه الا ان دلاه فيما وقع فيه. فان خالفت لم يكن
للقوم من يرمونك به غيري ... ثم تجول الخيل عليهم جولة فتأتي على
__________________