قائمة الکتاب
إعدادات
سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين [ ج ٢ ]
سامرا عاصمة الدولة العربية في عهد العباسيين [ ج ٢ ]
تحمیل
ومن مشاهير الأعلام الذين كانوا يحضرون مجلس المعتصم بالله الفيلسوف العربي الكبير يعقوب بن اسحاق بن الصباح الكندي. وكان عظيم المنزلة عند الخليفة مقربا اليه ، وقد اوكل اليه تأديب ابنه أحمد. نشأ الكندي ببغداد وكان أبوه أميرا على الكوفة أيام المهدي والرشيد. وقد عاصر المأمون والمعتصم بالله وابنيه الواثق بالله والمتوكل على الله ، وكان مقربا اليهم وله عندهم منزلة سامية. وقال عنه ابن النديم انه فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة ، وهو فيلسوف العرب ، وكتبه في علوم مختلفة ، وعدد له ٢٣١ ه كتابا (١). وقد برع الكندي في الفلسفة والمنطق والهندسة والحساب والفلك ، وله في أكثر هذه العلوم تواليف مشهورة من المصنفات الطوال ومن الرسائل القصار (٢). ولم يكن في الاسلام فيلسوف غيره احتذى في تواليفه حذو ارسطاطاليس ، وترجم من كتب الفلسفة الكثير ، واوضح منها المشكل ، ولخص المستعصي (٣). ومن كتبه «كتاب الفلسفة الاولى فيما بعد الطبيعيات والتوحيد» وقد صنفه للخليفة المعتصم بالله. وبحث فيه عن الفلسفة وغايتها ، وما يجب أن يكون عليه الفيلسوف الكامل الفلسفة وعن غايته منها. وهو يفتتح الكتاب باهدائه الى المعتصم بالله بقوله (٤) : «اطال الله بقاءك يا ابن ذرى السادات وعرى السعادات الذين من استمسك بهم سعد في دار الدنيا ودار الأبد ، وزينك بجميع ملابس الفضيلة ، وطهرك من جميع طبع الرذيلة ..».
وكان ممن يحضر مجالس المعتصم بالله عدد من الادباء منهم كبير ادباء عصره أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، عند ما يكون في سامرا. قال الجاحظ في أول رسالته (في صناعات القواد) :
__________________
(٩) الفهرست / ٣٧١.
(١٠) تاريخ الحكماء / ٣٦٧.
(١١) عيون الانباء / ٧٣.
(١٢) رسائل الكندي / ٩٧.