شكلها او مربعة ويصعد اليها بسلالم داخلية. وكلما كانت المنارة مرتفعة سامقة كانت ادعى الى الجمال والروعة. وملوية سامرا بضخامتها وشكلها المخروطي اللولبي ليست جميلة رائعة حسب ، بل انها مهيبة تملأ النفس رهبة وخشوعا اضافة الى سلمها الخارجي الحلزوني ، مما اكسبها ميزة واضحة على غيرها من المنائر. ومن هنا كان اهتمام الآثاريين ، لا سيما المعماريين منهم شديدا في معرفة اصول هذا الطراز من المنائر ، وحاولوا ان يتعرفوا على المصدر الذي اقتبسه منه معمار سامرا ، فطرحت عدة افتراضات لذلك ، وامعن بعضها في الغرابة حين افترض ان طراز الملوية مقتبس من معابد النار المجوسية. ويظهر ان اصحاب هذا الافتراض تناسوا ان الدين الاسلامي انما جاء ليقضي على المجوسية ومعابدها ، مما لا يمكن القول معه ان يقتبس طرازها. كما تناسوا اصالة حضارة وادي الرافدين وعمق جذورها ، وانها عرفت هذا النوع من البناء ذي السلالم الحلزونية الخارجية. فقد اقام العراقيون «الزقورات» في جنوبي البلاد وشماليها ، التي تميز جميعها بضخامتها وتعدد طوابقها وطريقة ارتقائها الى اعلاها. وهي نفس الصفات التي تميزت بها ملوية سامرا. لذا يصح ما قاله كريزويل بان السلم الحلزوني المستخدم في منارة سامرا ومنارة جامع ابي دلف مقتبس من الزقورات (١) ، قولا مقبولا.
ان الزقورات التي شيدت في سومر وبابل وآشور لم تكن من طراز واحد ، كما انها اختلفت فيها طريقة الوصول الى قمتها. فقد اتخذت في بعضها السلالم الاعتيادية المتصلة ببعضها بين طابق وآخر ، واتخذ في بعضها الآخر السلم الذي يدور حول البناء عدة دورات حتى يصل الى اعلاه. وكان برج بابل وزقورة خرسباد
__________________
(٨٧) Creswell ,E.M.A.P : ٩٧٢