نعلمكم أنه قد بلغنا عدم الوفاق والمحبة الواقع بينكم وبين دعاس ابن علي ، شيخ قبيلة الأشاجعة لقد أخذنا العجب الشديد من ذلك لأننا على علم بالمحبة السابقة التي كانت بينكم. والآن أنتم مزمعون على الحرب والقتال وسفك الدماء وخسارة الرجال من أجل ابن سعود الذي مراده خراب العربان ، وتدميرهم واستعبادهم ووضعهم تحت رق العبودية ، وأخذ الجزية (١) منهم ورميهم في مهالك العثماني وهلاكهم. فتأكد عندنا رأيكم الفاسد وعدم تبصركم بأمور الدنيا ، لأنكم تركتم الخير والحرية وتمسكتم بالشر والعبودية. وأما أنا فمن محبتي لكم حررت هذا الكتاب ، ومرادي التوفيق بينكم والمحبة ورفع هذه الفتنة القبيحة (٢) ، فإن أصغيتم إلى قولي كنتم عندنا مكرمين ، وأنتم ونحن على حال واحد رجالا ومالا ، وإن خالفتم كنا الكفاية بعون الله عليكم بل أكثر. والفتنة شر والصلح خير فاعملوا كما تريدون (٣) والسلام.
وأرسلنا المكتوب مع خيال ، وبعد قليل حضر المرسل وأتى بالجواب ، وكان بهذه الألفاظ :
من ضويحي وصقر ومفضي وبرجس وعمران إلى الدريعي ابن شعلان وبعد ، وصل مكتوبك ولكن لن يتم ما في عقلك. فإن كنت مخدوعا (٤) فنحن على علم بالحيلة التي تمت عليك. وكل هذه التدابير التي أخذتوها صار لنا علم بها ، وفهمنا مراد المدبرين وهم لا يريدون خير العرب ولا يشفقون عليهم من ظلم ابن سعود بل يريدون فائدتهم (٥). وقد صارت هذه ٢ / ٦٤ الأمور معروفة لدينا من أناس عارفين وخابرين بنيتهم من حين ابتدائها ، / وجميع ما جرى في بر الشام صار معلوما لدينا. فالأنسب لكم أن تكسبوا حالكم وأموالكم وتكفّوا بلاكم عنا وترجعوا إلى ديرتكم ، وإن بقيتم على رأيكم وقصدتم حربنا تندمون.
__________________
(١) كذا ولعله يريد الزكاة كما هو ظاهر من أماكن عديدة من الكتاب.
(٢) «الشينة».
(٣) «ارغبو ما تشتهو».
(٤) «فإنكان أنت داخل عليك ملعوب».
(٥) «اصطلاحهم».