عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : سألت ابن عباس عن (العاديات) ، فقال : الخيل تصبح : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : لكفور (١)(٢).
ثنا محمد بن أحمد (٢) الزهري ، قال : ثنا الحسن بن عطاء ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا الخطاب ، قال : ثنا السّدي وحدثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا خطاب ، عن السّدي ، قال : (ن وَالْقَلَمِ). قال : نون السّمكة التي عليها الأرضين ، والقلم : الذي خلقه الله
__________________
(١) في النسختين : «لفخور» ، ولم تذكر كتب اللغة أن الكنود يأتي بمعنى الفخور ، ولم أجد رواية في كتب التفسير بهذا المعنى ، لا عن ابن عباس ، ولا عن غيره ، إنّما الوارد عن ابن عباس ما أثبته في المتن وصحّحته.
(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» ٢ / ٥٣٣ من طريق مجاهد ، عن ابن عباس ، وقال الذهبي : إنه على شرطهما. وفي «الدر المنثور» ٦ / ٣٨٤ ، وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، وصححه ، وقد مر ذكره ، وجاء في تفسير العاديات قول آخر : أنّه الإبل ، وذكر ابن كثير هذه الرواية في تفسيرها ـ أي تفسير الآية ـ عن ابن أبي حاتم بإسناده ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : العاديات : الإبل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ عليا قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس إنّما كان ذلك في سرية بعثت ، وذكر ابن كثير أيضا رواية أخرى من طريق ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس حدّثه قال : بينا أنا في الحجر جالسا جاءني رجل فسألني عن العاديات ضبحا ، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ... الحديث. ثم ذكر ابن كثير أنّه قال بقول عليّ : إنها الإبل جماعة ، منهم : إبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وقال بقول ابن عباس : إنها الخيل جماعة ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، واختاره ابن جرير ، وقال : الصواب : إنها الخيل حين تصبح. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٢٧٣ ، حيث قال : وأولى القولين عندي بالصواب ، قول من قال : عني بالعاديات الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضبح.
وذكر ابن كثير أيضا في تفسير قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) لكنود : جحود ، وقال : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد ابن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور. انظر «تفسير ابن كثير» ٤ / ٥٤١ و ٥٤٢ ، وقد ذكر أقوالهم ابن جرير مسندة في «تفسيره» ٣٠ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، ثم ذكر رواية مرفوعة بإسناده من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : («إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : «لكفور ، الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ويمنع رفده.