بمحاربة رب العالمين ، أو قال : رب السماء ، قال : فشكر الله ذلك لهم ، فطيب ماءهم وطيب فواكههم وطيب هواءهم» (١).
حدثنا علي بن رستم ، قال : ثنا محمد بن برعورسته (٢) ، قال : ثنا أبو علي بن أخت خالد بن الحارث الهجيمي (٣) ، قال : ثنا إسحاق بن حميد بن أخي عروة ، فذكر نحوه.
سمعت بعض أهل العلم يقول : سار ذو القرنين (٤) في طلب ماء الحيوان ، فطاف الدنيا بشرقها وغربها ، فأخذ على البر ، ثم رجع على البحر ، فبلغنا ـ والله أعلم ـ أنه لم يدع مدينة إلا دخلها عنوة أو صلحا ، حتى انتهى إلى أصبهان ، ودخل مدينتها ، فلم ينزل فيها ، وخرج عنها حتى بلغ بابها الشرقي ثم دعا الفعلة (٥) ، فقال : احفروا في هذا الموضع حفرة ، حتى تبلغوا (إلى) (٦) الماء. فحفروا خارج الباب حفرة حتى بلغوا الماء في ساعة ، وهو واقف على دابته ، فقالوا : قد بلغنا الماء. فقال : اكبسوها ، وردّوا ما أخرجتم منها في موضعه حتى تعيدوها كما كان ، ففعلوا ذلك فلم يرم (٧) ما أخرج ، واحتاج إلى
__________________
(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٠ لأبي نعيم.
(٢) هكذا في النسختين لعلّ الصواب محمد بن عمر رسته ، وهو سيأتي.
(٣) الهجيمي ، بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم ، فنسب المحلة إليهم ، انظر «الأنساب» ١ / ٥٨٨ للسمعاني.
(٤) هذا لقب الإسكندر الرومي ، وقيل : اليوناني ، لقب به لأنه بلغ الشرق والغرب ، وقيل : لأنه كان له في رأسه شبه القرنين ، وقال وهب بن منبه : كان له قرنان من نحاس في رأسه ـ وهذا ضعيف ـ وقيل : لأنه ملك فارس والروم ، وقيل غير ذلك. اختلف في اسمه ، قيل : عبد الله بن الضحاك ابن معد ، وقيل : مصعب بن عبد الله ، قيل : كان نبيا ، وقيل : كان رسولا ، قال ابن كثير : الصحيح أنه كان ملكا من الملوك العادلين ، انظر «البداية» ٢ / ١٠٣ و ١٠٤ لابن كثير ، و «اللباب» للجزري ١ / ٥٣٣.
(٥) الفعلة : صفة غالبة على عملة الطين والحفرة ونحوهما ، انظر «لسان العرب» ١١ / ٥٢٨ لابن منظور الإفريقي المصري.
(٦) بين الحاجزين من أ ـ ه.
(٧) في الأصل (يرمي). الصحيح بدون الياء حسب مقتضى القواعد.
وجاء في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٢ (فلم يبق) ، وهو صحيح أيضا.