وقيل : إنّ
إبراهيم ـ صلى الله عليه ـ لمّا قطع الفرات من حرّان أقام ينتظر ابن أخيه «لوطا» ، في كثير ممّن يتبعه في سنة
شديدة المحل. وكان الكنعانيون يأتون إبراهيم ـ عليهالسلام ـ بأبنائهم فيهبونهم
منه ؛ ويتصدّق عليهم بأقواتهم من الطّعام ، والغنم. وصار إبراهيم ـ عليهالسلام ـ إلى أرض حلب
فاتخذ الركايا ، وكرا الأعين ؛ ومنها : عين إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وهي التي بنيت
عليها مدينة حلب.
وكان للكنعانيين
بتلّ القلعة في رأسه بيت للصّنم ؛ فصار إليه ابراهيم ـ عليهالسلام ـ فأخرج الصنم ؛
وقال لمن حضره من الكنعانيين : أدعوا إلهكم هذا أن يكشف عنكم هذه الشّدة. فقالوا :
وهل هو إلا حجر؟ فقال لهم : فإن أنا كشفت عنكم هذه الشّدّة ، ما يكون جزائي؟
فقالوا له : نعبدك فقال لهم : بل تعبدون الّذي أعبد ؛ فقالوا : نعم.
فجمعهم في رأس
التلّ ؛ ودعا الله ، فجاء الغيث. وضرب إبراهيم ـ عليهالسلام ـ برأس ظلّه حين
أقلع الغيث. وتوافت إليه رعاؤه ؛ فكان يأمر أصحابه بإصلاح الطّعام ، ويضعه بين
أوعية اللّبن ؛ ويأمر بعضهم فينادي : «ألا إنّ إبراهيم قد حلب فهلمّوا» فيأتون من
كلّ وجه ، فيطعمون ، ويشربون ، ويحملون ما بقي إلى بيوتهم. فكان الكنعانيون يخبرون
عن مقام
__________________