على آمد ، فكسرهم ابن جهير ، وأخذ أموال شرف الدّولة ، وأسر أصحابه ، وأطلق من أسر من بني عقيل.
ثم إنّ ابن جهير بثّ سراياه في أعمال شرف الدّولة فعاثت في بلاده ، ونهبت ؛ وذلك في سنة سبع وسبعين.
ووصله (١) مال من حلب فتقوّى به ؛ وسار إلى الرّحبة وسيّر عمه مقبل بن بدران (٢) رسولا إلى مصر يطلب معونتهم ، ويبذل لهم الطاعة ، وكاتب السّلطان ملك شاه يذكّره بخدمته وطاعته ويذكر ما فعله ابن جهير.
فلما عرف ملك شاه ذلك وانفاذه عمّه إلى مصر سار إلى الموصل ومعه نظام الملك ـ وكان نظام الملك يميل إلى شرف الدّولة ، ويشير بالإحسان إليه والصفح عنه ـ وكاتب الوزير نظام الملك شرف الدّولة يشير عليه بالوفود على السّلطان ، ووعده بما طابت به نفسه ، فسار من الرّحبة إليه ، ولقيه نظام الملك على مراحل من الموصل.
فترجّل شرف الدّولة وقبّل يده ؛ وكان في محفّة لمرض منعه من الرّكوب ، فأمره بالرّكوب ، وقال له : «ذهب خوفك وشرح صدرك ، وحقّق أملك». وكان قد استصحب معه كلّ ما قدر عليه من بقايا ذحائره وأمواله وخيله عقيب هذه النّكبة العظيمة (٣).
__________________
(١) الضمير عائد هنا إلى مسلم بن قريش.
(٢) النكبة العظيمة هي أن مسلم بن قريش هزم من قبل ابن جهير هزيمة ساحقة ، وهرب مسلم والتجأ إلى آمد ، مما جعل ابن جهير يسرع باستدعاء السلطان ملكشاه ، فسارع بالتحرك نحو