ومن برصايا يميل إلى الشّرق ، ويتصل وادي أبي سليمان إلى فج سنياب (١) ، إلى نافوذا ، إلى أوانا ، إلى تلّ حامد (٢) ؛ إلى يمين السّاجور ، إلى مسيل الماء إلى أن يمضي ويختلط بالفرات.
وشرطوا أن الأمير على المسلمين قرغويه ؛ والأمر بعده لبكجور ؛ وبعدهما ينصب ملك الروم أميرا يختاره من سكّان حلب. وليس للمسلمين أن ينصبوا أحدا ، ولا يؤخذ من نصراني جزية في هذه الأعمال ، إلا إذا كان له بها مسكن أو ضيعة.
وإن ورد عسكر إسلاميّ يريد غزو الروم منعه قرغويه ، وقال له : «امض من غير بلادنا ، ولا تدخل الهدنة». فإن لم يسمع أمير ذلك الجيش قاتله ، ومنعه ؛ وإن عجز عن دفعه كاتب ملك الروم والطربازي لينفذ إليه من يدفعه.
ومتى وقف المسلمون على حال عسكر كبير كتبوا إلى الملك وإلى رئيس العسكر ، وأعلموهما به لينظروا في أمرهما.
وإن عزم الملك أو رئيس العسكر على الغزاة إلى بلد الاسلام ، تلقّاه
__________________
(١) تحدث ابن العديم عن مخارج نهر قويق فقال : «والمخرج الآخر يجتمع من عيون ماء من سنياب» وقال ياقوت : وسألت عن سنياب «بحلب فقالوا : لا نعرف هذا الاسم ، انما مخرجه من شناذر ، قرية على ستة أميال من دابق». بغية الطلب ج ١ ص ٣٤٧. معجم البلدان ـ مادة قويق.
(٢) تل حامد : حصن في ثغور المصيصة ، ويرجح أن «حامد» تصحيف «خالد» وتل خالد من القلاع الهامة القريبة من حلب. معجم البلدان.