كنت أرتدى «الزعبوط» الذى يرتديه أهل الصعيد ، وهو عباءة صوفية فضفاضة بنية اللون ، وأرتدى معه قميصا وسراويل من الكتان الأبيض الخشن ، وعلى رأسى لبدة من الصوف الأبيض ألفها بمنديل عادى لتتخذ شكل العمامة ، وفى قدمى خفان. وكنت أحمل فى جيب زعبوطى يومية صغيرة وقلما وبوصلة جيب ومبراة وكيسا للتبغ وزنادا من الصلب أقدح به النار. أما زادى فكان أربعين وطلا من الدقيق ، وعشرين من الكعك ، وخمسة عشر من البلح ، وعشرة من العدس ، وستة من السمن ، وخمسة من الملح ، وثلاثة من الأرز ، ورطلين من البن ، وأربعة من التبغ ، ورطل فلفل وبعض البصل ، يضاف إلى ذلك ثمانون رطل ذرة عليقا للحمار. وكان معى حلة وصحن من نحاس ومحمصة للبن ، وهاون من الفخار لصحن البن ، وفنجانان للقهوة ، وسكين وملعقة ، وسلطانية من الخشب للشرب ولملء قربتى ، وبلطة وعشر ياردات من الحبال ، وإبر وخيط ومسلة ، وقميص احتياطى ، ومشط ، وإكليم ، وحرام مغربى للغطاء ليلا ، وحزمة صغيرة من الأدوية ، وثلاث قرب احتياطية.
كذلك كنت أحمل بين متاعى مصحفا صغيرا للجيب ابتعته فى دمشق (ولكنى فقدته فيما بعد يوم حججت فى ١٠ نوفمبر سنة ١٨١٤ وأنا بين جموع المصلين فى عرفات) ، ويومية احتياطية ومحبرة وأفرخ ورق أكتب عليها التعاويذ للزنوج. أما ساعتى فقد كسرت وأنا بصعيد مصر ولم أستطع الحصول على سواها. ومن ثم فساعات السير التى سجلتها فى يوميتى هى نتيجة تقديرى وملاحظتى لمسير الشمس.
وأما ما حملت من بضاعة قليلة فعشرون رطل سكر ، وخمسة عشر رطل صابون ، ورطلان من جوزة الطيب ، واثنتا عشرة شفرة للحلاقة ، واثنا عشر زنادا ، وطربوشان أحمران ، وعشرات من السبح الخشبية التى يمكن التعامل بها بسهولة فى أقاليم الجنوب بدلا من النقود. وكنت أحمل إلى ذلك بندقية معها ثلاث دست من الرصاص وبعض الرش الصغير ، ومسدسا ونبوتا صفح طرفاه بالحديد فأصبح سلاحا للقتال ومدقا للبن على السواء ، وكنت أحمله معى أنى سرت جريا على عادة