(سيجا بوشت) ضريح
يدعي (بيرتاري) وحوله زرعت البطاطا الحلوة ولم تكن بأوراقها خطوط بيضاء ، ولكنها
تلتف حول بعضها كالثعبان الصغير. في ذلك المكان أيضا غابة والطريق التي تقطعها غير
واضحة ، في الجبال التي نحن فيها الآن بدت القشرة الأرضية أسمدة من الحجر الرملي
وبعبورنا جبال (سيجابوشت) وصلنا إلى واد فسيح به أشجار وشجيرات كثيرة. في ذلك
المكان دخلنا ثانية نهر (Pasgah) والذي كان يجري فيه جدول نهر (سيجا
بوشت) وكان في قاع النهر سياج من القمح بعرض ربع ميل ونبات آخر بارتفاع ١٣ قدما.
عند ما بلغنا جدول
نهر (كوشت) وتابعناه حوالي ثلاث أرباع ميل ، وصلنا إلى نهر (جاري) ثانية وكان
القاع أبيض ومالح حوالي ٤٠٠ ياردة عرض. ثم عبرنا مستوطنة جديدة تحتوي على غابات
صغيرة وبساتين وأشجار نخيل طويلة تحيطها حدائق من التبغ وأشجار الفاصوليا والفول. وكانت
هناك مساحات محجوزة لزراعة الأرز في موسمه بعد شهرين من الآن. وكانت المياه
الراكدة هنا منذ فترة تحتوي على أعشاب ضارة ، بينما تقام في نفس المكان الأكواخ
التي كانت تميزها أسراب البعوض المنتشرة في أعالي الجبال المجاورة.
كانت هذه البقعة
المزدهرة في الصحراء المكان الممتع الذي رأيناه خلال رحلتنا عبر بحر من التلال
القاحلة التي يبدو أن استصلاحها كان بدافع علمي ، بالإضافة إلى تلك الجسور الصغيرة
المتعددة المبنية بطريقة حسنة. كذلك شكل أسوار الحدائق يدلّ على أنها مبنية من
الطوب الإنكليزي المربّع والمنسق. كانت طبقات الجبال هنا من الرمال البنية اللون
وتربتها صالحة وليست مالحة. على يسارنا كانت هناك جبال كثيرة ذات ألوان ظهرت وكأنها
إضاءة. وقد شقت فيها قناة لتمر المياه عبرها مباشرة من أعالى الجبال إلى النهر
وكان طولها حوالي ميل واحد ، ويخترقها