في صباح اليوم
الثاني وبعد أن تناولنا الإفطار ، بدأ الرجال بتحميل الجمال ، وفجأة ظهر أحد
البلوش يمتطي حصانه يتبعه من خلفه عبده الذي كان ممتطيا حصانا أيضا. نزل هذا الشخص
من فوق حصانه وتقدم إلينا للسلام والتحية ، ولكن لم تكن لديه أسنان أمامية ، مما
جعل كلامه غير واضحا ، وبدا ممن لهم علاقة بالقضية التي ذكرناها سابقا ، وكان
متوجها إلى (بنت) حيث المكان الذي التقينا فيه فيما بعد مع «كريم داد» ، وهذا اسم
له شهرة واسعة في معرفة جميع الطرق الجبلية ، ثم سألنا عن بهارات تسمى (مساله).
وقد كان منظرا مسليا أن أرى وجه الطبّاخ الذي تجاهل طلب «كريم داد» واعتبره هجوما
على ممتلكاته الخاصة. إن بهارات (الكاري) وهذه تصنع في (بنجغور) و (ميناب) ومناطق
أخرى صغيرة ، أما التي تصنع في (بندر عباس) فإنها ليست طيبة ، وقد تكون على الأرجح
مستوردة من (بومباي). ويقوم البلوش أيضا بعمل بهارات (الكاري) ذات الرائحة القوية
مستخدمين أنواعا من الأعشاب والأشجار المتوفرة لديهم مثل شجرة (الترات).
في صباح اليوم
التالي (الذي كان يوافق الثامن عشر من يناير) تبعنا مجرى نهر (سرتابي) لمدة نصف
ساعة بين الجبال نعلو ونهبط على الهضاب الحصوية بارتفاع ٨٠٠ قدما حتى ظهرت أمامنا (جوركوه)
كما كانت مبيّنة في الرسم التخطيطي الذي رسمه الملازم «ستيفي» على ارتفاع ٤٠٠ ، ٦
قدما. ومن هنا ينبع نهر (غاوريق) وإلى يميننا تقريبا تقع جبال (ليجاندي) و (شاريكي)
وهي حدود طبيعية تفصلنا عن مسارنا السابق. بعد حوالي ٥ ، ٢ ميل حوّلنا مسارنا
لنهاية جبال (ليجاندي) ، وشاهدنا سد (شاريكي). كانت هذه السلسلة الجبلية المرتفعة
إلى ٦٠٠ ، ١ قدم تثير الانتباه ؛ لأنها صعبة الاجتياز باستثناء أماكن معينة وقليلة
، ونهر (شاريكي) الذي يفصل السلسلتين يحتوي على قليل من الماء وهو غير عذب ،