سَمُوم الجَوْزاء عند اعتدال الشمس في أفقها ،
إلا انّ أخاك
عثمان أصبحَ منك بعيداً ، فصرتُ بعده مزيداً ، فأطلب لنفسك ظلاً تأوي إليه فتستكنُّ
به ، فأني اراك على التراب رقُودا ، وكيف بالرُّقادِ بك ؟ لا رُقادَ لك ! فلو قد
استتبَّ هذا الامر لِمُريده اُلْفِيتَ كشريد النعام يفزَع من ظلّ الطائِر ، وعن
قليل تشربُ الرَّنق
، وتستشعر الخوف
، ألا وانّي أراك فسيحَ الصَّدر ، مُسترخي اللَّبَب ، رَحُوَا الحِزام ، قليلَ الاكتراث ، وعن
قليل يُجتَث أَصْلُك ، والسلام.
وكتب في آخره هذين البيتين شعراً :
أخترت نومك ان هبت شامية
|
|
عند الهجير وشربا بالعشيات
|
على طلابك ثأرا من بني حكم
|
|
هيهات من راقد طلاب ثارات
|
وكتب الى يعلى بن اميّة :
اما بعدُ ، احاطك الله بكلاءته ، وأيَّدك
بتوفيقه ، كتبتَ اليّ صبيحةَ وَرَدَ عليَّ كتابُ مروان بن الحكم ، يخبرني بأستشهاد
أمير المؤمنين وشْرحِ الحال ، وانّه قد طالَ بهِ العمر حتى نقضَت قُواه ، وثقُلت
نهضتهُ ،
__________________