جملة أصحابه
وتابعه. قال : وكان يتلقّاه في كلّ بلد من (أصحابه و) أشياعه وخدمه من يأتيه
بالأزواد ، والنّفقات من بلده ، إلى أن ركبنا البحر من تونس إلى الإسكندرية. قال :
واشتدّت عليّ الغلمة في البحر ، واستحييت من كثرة الاغتسال ؛ لمكان هذا الرئيس ،
فأشار عليّ بعض بطانته بشرب الكافور ، فاغترفت منه غرفة ، فشربتها فاختلطت. وقدم
الديار المصرية على تلك الحال ، وبها يومئذ تقيّ الدين بن دقيق العيد ، وابن الرّفعة ، وصفي الدين الهندي ، والتبريزي ، وابن البديع ، وغيرهم من فرسان المعقول والمنقول ، فلم يكن
قصاراه إلا تمييز أشخاصهم ، إذا ذكرهم لنا ؛ لما كان به من الاختلاط. ثم حجّ مع
ذلك الرئيس ، وسار في جملته إلى كربلاء ، فبعث معه من أصحابه من أوصله إلى مأمنه
من بلاد زواوة من أطراف المغرب. وقال لي شيخنا رحمهالله : كان معي دنانير كثيرة تزودتها من المغرب ، واستبطنتها في
جبّة كنت ألبسها ؛ فلما نزل بي ما نزل انتزعها مني حتى إذا بعث أصحابه يشيّعونني
إلى المغرب ، دفعها إليهم ، حتى إذا أوصلوني إلى المأمن ، أعطوني إياها وأشهدوا
علي بها في كتاب حملوه معهم إليه كما
__________________