النبى صلىاللهعليهوسلم البيت الثياب اليمنية ، ثم كساه عمر وعثمان رضياللهعنهما القباطى ، وكان يكسى الديباج بعد ذلك أيضا.
وقال أيضا : حدثنى جدى قال : كانت الكعبة كل سنة تكسى كسوتين ، فتكسى أولا ـ الديباج قميصا تدلى عليها يوم التروية ، ولا يحاط ، ويترك الإزار حتى (١) لا يذهب الحجاج ليلا يخرقونه ، فإذا كان العاشوراء علقوا عليها الإزار ، وأوصلوا بالقميص الديباج ، فلا يزال عليها إلى يوم السابع والعشرين من شهر رمضان ؛ فيكسوها الكسوة الثانية ، وهى من القباطى.
فلما كان أيام خلافة المأمون أمر أن تكسى الكعبة ثلاث مرات كل سنة ، فتكسى الديباج الأحمر يوم التروية ، وتكسى القباطى أول رجب ، وتكسى الديباج الأبيض فى عشر رمضان.
واستمر على ذلك ثم انتهى إليه : أن الإزار التى تكسى بها الكعبة العاشوراء ، ويلصق بالقميص الديباج الأحمر التى هو تكسى به يوم التروية ، لا يصير إلى تمام السنة ، وأنه يحتاج إلى أن يجدد لها إزار على عشر رمضان مع قميص الديباج الأبيض التى تكسى به على العيد.
فأمر أن تكسى إزار آخر على عشر رمضان ، ثم بلغ المتوكل على الله تعالى أن الإزار يبلى قبل شهر رمضان من كثرة مس أيادى الناس ، فزادها إزارين ، وأمر بإزيال قميص الديباج الأحمر إلى الأرض ، ثم جعل فوقه فى كل شهرين إزارا ، وذلك فى سنة ٣١٢ ه ، ثم بعد الخلفاء العباسيين وأيام وهنهم وضعفهم ، كانت كسوة الكعبة تارة من قبل سلاطين مصر ، وتارة من قبل سلاطين اليمن ، بحسب قوتهم وضعفهم إلى أن استمرت الكسوة الشريفة من سلاطين مصر ، إلى أن اشترى السلطان الملك الصالح بن الناصر قلاوون قريبتين بمصر ، وقفها على عمل كسوة الكعبة الشريفة ، اسمها يبسوس وسندبيس.
ثم استمرت سلاطين مصر من بعده ترسل كسوة الكعبة فى كل عام ،
__________________
(١) سقط من (س).