والصرف ، وهي دالة على فرط ذكائه وقوة التحقيق والتدقيق وسعة الاطلاع.
وكان الشعر أقل مزاياه ، وكان سريع البديهة ينظم ساعة واحدة في معان مختلفة ما لا ينظمه غيره في عدة أيام ، إلا أنه لم يكن له اعتناء بجمعه وبقي مفرقا ، غير أن بعض تلامذته جمع كراسة صغيرة من شعره وهي مفتتحة بقصيدة نبوية قال في مطلعها :
بجاه إمام الأنبياء أتوسل |
|
ومن جوده الأوفى شفائي أؤمل |
وأعرض للجاه العريض شكايتي |
|
وبثي وأحزاني وما أتحمل |
وأطلب منه كشف ضري وكربتي |
|
وعلمي يقينا أنني لست أخذل |
فقد أعيت الآسي المجرب علتي |
|
وما ينفع الآسي ودائي معضل |
ا ه ملخصا من قلم ولده الشيخ كامل أفندي ، وإنما اكتفينا منها بهذا المقدار اعتمادا منا أن يذكرها ولده بتمامها في الجزء الرابع من تاريخه.
ورأيت للمترجم فيما عندي من المسودات أبياتا يمدح فيها إلياس ناقوس الطبيب المشهور في ذلك العصر ، وقد طرز اسمه ولقبه في أول كل بيت ، وهي :
ا إن رمت حكمة بقراط وفطنته |
|
ورمت تشفى من الأمراض والألم |
ل لا تلغ قول الذي أبدى العجائب في |
|
طب المريض وإلا تغد في ندم |
ي يخفي تواضعه إفراط معرفة |
|
وتلك أشهر من نار على علم |
ا آراؤه كلها في الطب ليس لها |
|
عيب سوى أنها مشهورة الحكم |
س سل عنه دائي وما قاسيت ثم على |
|
يديه زال الذي أشكو من السقم |
ن نام الأطباء عن دائي لجهلهم |
|
واستيقظت عينه لي فانجلت غممي |
ا أجارني الله من هم أكابده |
|
على يديه فأحياني من العدم |
ق قال الأطباء عنه قول ذي سعة |
|
جهلا وذلك شأن الحاذق الفهم |
وولو أصابوا طريق الطب لالتقطوا |
|
من لفظه دررا في صورة الكلم |
س سارت بجهلهم الركبان واشتهروا |
|
بالكذب وافتضحوا في العرب والعجم |
وترجمه الأديب الشاعر قسطاكي بك الحمصي في كتابه «أدباء حلب» ترجمة موجزة قال : وله شعر كثير منه قوله في مطلع قصيدة :
قلب يجدّ به الغرام ويعبث |
|
ويميته الحب المبيد ويبعث |